قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميدرضا اصفي امس الاحد ان المباحثات مع الاوروبيين التي جاءت بناءً على طلبهم ستشكل آخر فرصة لهم. واكد آصفي وهو يتحدث في لقائه الاسبوعي مع الصحفيين المحليين والاجانب «جدية القرار الايراني في استئناف بعض النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم» قائلا «لقد كنا بصدد ان نبدأ النشاطات هذا الاسبوع لكن وبطلب من الاوروبيين والدول الاخرى بما فيها اسبانيا واليابان وجنوب افريقيا وماليزيا وروسيا وايضا الطلب الذي تقدم به الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان مساء السبت خلال اتصال هاتفي مع امين المجلس الاعلى للامن القومي فاننا ندرس حاليا امكانية اجراء جولة اخرى من المباحثات مع الاوروبيين». واضاف آصفي ان الاقتراحات الايرانية التي عرضت على الاوروبيين كانت واضحة ومحددة جدا وكانت المباحثات تسير بشكل جيد إلا أن الاوروبيين اصيبوا بسوء الفهم وشعرنا بان المباحثات لم تحقق اي نتيجة. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية «ولهذا السبب توجه رئيس الوفد الايراني المفاوض سيروس ناصري الى فيينا لتسليم رسالة الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق ببدء بعض النشاطات الخاصة بتخصيب اليورانيوم في اصفهان». واكد ان ايران لن تغض النظر عن حقوقها وتلتزم في جميع نشاطاتها بالقوانين الدولية الخاصة بدورة الوقود. وقال انه عندما تقدم الاوروبيون والآخرون بهذا الطلب فقد تريثنا حتى تجري هذه الجولة من المحادثات لتحقيق حقوقنا من خلالها. ورداً على سؤال بشأن تهديدات الاوروبيين بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني ضد ايران قال آصفي «لم نسمع تهديدات بلير لأن آذاننا لا تعرف تهديدات كهذه». وأوضح الناطق باسم الخارجية انه لا مبرر لاحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي قائلا إنه وان حصل هذا الامر فإن الاوروبيين والامريكيين سيتضررون اكثر من ايران. وقال آصفي «ان التهديد ليس مطروحا بل انهم قدموا اقتراحات وطلبات ونحن منهمكون حاليا بدراستها» مؤكدا «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست بالبلد الذي يمكن تهديده وأن الاوروبيين يعرفون هذا جيداً». وحول موعد ومكان الجولة الجديدة من المحادثات قال اصفي انه لم يتحدد بعد الزمان والمكان. واكد «اننا لا نرغب بالدخول في مفاوضات لا طائل من ورائها». وقال عضو الوفد الايراني المفاوض في المحادثات النووية الايرانية الاوروبية سيروس ناصري قال امس بأن بلاده قررت تاجيل ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا بنيتها استئناف عمليات التخصيب اثر دعوة الجانب الاوروبي الى عقد اجتماع علي مستوى رفيع لمناقشة هذا الامر ووجود موشرات تشير الى امكانية التوصل الي اتفاق بين الجانبين. واضاف المسؤول الايراني ان طهران تجري حاليا مناقشات حول تفاصيل الاجتماع المرتقب ومن المحتمل ان تتضح الامور في غضون الايام أو الساعات القليلة القادمة. ورفض عضو الوفد الايراني المفاوض مع الجانب الاوروبي فكرة تراجع ايران عن موقفها في مجال استئناف التخصيب وقال ان قرار طهران بشأن استئناف نشاطات منشأة اصفهان قطعي لا رجعة فيه. وقال ناصري يجب ان لا تشكل نشاطات مجمع اصفهان هاجساً او قلقاً للأوروبيين لأن هذا المجمع لا يلعب دورا حساسا في موضوع دورة الوقود النووية . من جهتها رأت صحيفة ايران الحكومية ان الساعات او الايام القليلة القادمة ستكون حاسمة على صعيد التوصل الى اتفاق بين ايران والاتحاد الاوروبي حول البرنامج النووي الايراني او انهيار هذه المحادثات بشكل نهائي. واكدت الصحيفة ان جميع الموشرات تشير بأن هذه المحادثات وصلت الى طريق مسدود لكن هناك رغبة اوروبية لانقاذ الموقف وان الجانب الاوروبي طرح على ايران فكرة اجراء جولة جديدة من المحادثات في طهران وان الايرانيين اعلنوا عن موافقتهم شريطة ان تقدم اوروبا ضمانات حول قبول مطلب ايران الرامي لاستئناف نشاط نووي محدود في منشأة اصفهان وهو ما رفضه الاوروبيون حتى الآن. في غضون ذلك ربط الزعيم الاصلاحي مصطفي كواكبيان وهو من الذين سجلوا اسماءهم لخوض الانتخابات الرئاسية الايرانية القادمة ربط حل الملف النووي الايراني بتحسين العلاقات بين طهران وواشنطن وقال ان الملف النووي الايراني غير قابل للحل ما لم تحل العقدة المستعصية في العلاقات بين ايران والولايات المتحدة. الى ذلك صوَّت نواب مجلس الشوري الاسلامي الايراني في الجلسة العلنية للمجلس الذي عقد صباح امس الاحد بشكل نهائي على «مشروع قانون تقوم بموجبه ايران بصورة قانونية بتملك التقنية النووية السلمية» وجاء التصويت بأغلبية ساحقة للاصوات. وطبقا للمشروع المذكور فإن الحكومة الايرانية مسؤولة عن امتلاك البلاد التقنية النووية السلمية وذلك في اطار معاهدة حظر انتشار الاسلحة النوية (ان. بي. تي.) والقوانين الدولية. ويؤكد المشروع على ضرورة الاستفادة من خبرات الخبراء والعلماء والامكانات الداخلية والدولية والبلدان الحائزة على هذه التقنية للحصول على التقنية النووية.