ضحّى سودانيون جنوبيون بثور أبيض من أجل السلام، أمس الجمعة، مع افتتاح المتمردين السابقين أول مكتب لهم في الخرطوم لبدء تنظيم صفوفهم بوصفهم حزباً سياسياً بعدما توصلوا مع الحكومة الى اتفاق على انهاء أطول الحروب الأهلية في افريقيا. ويرى كثيرون في افتتاح"الحركة الشعبية لتحرير السودان"مكتبها في مقر مصرف سابق في الخرطوم دليلاً جديداً على ان السودان يمكنه ان يتغيّر بعد 21 عاماً من الحرب. لكن يبقى غير معروف هل ستفي الحكومة السودانية والمتمردون بمضمون اتفاق السلام الذي وُقّع في وقت سابق هذا الشهر ويتطلب تنازلات كبيرة من الطرفين. وافتُتح مكتب"الحركة الشعبية"بذبح ثور أبيض، وهو ما يُعتبر عرض سلام في نظر الجنوبيين. وقال أجوك ماكور وهو أحد الجنوبيين الذين حضروا حفلة افتتاح المكتب أمس:"ذبح الثور الأبيض علامة سلام ونصر، وهو يُسجّل اليوم الذي يُعلن فيه قيام سودان جديد حقيقي". أما رمضان عبدالله، رئيس مكتب"الحركة الشعبية"، فقال ان أيام القتال انتهت. وأضاف أمام حاضري الاحتفال:"أقفلنا صفحة وافتتحنا صفحة جديدة، صفحة كلام وحوار بين كل الشعب السوداني من أجل سودان جديد". وقال عبدالله ان المكتب الجديد سيُستخدم كمقر لحزب سياسي - بما في ذلك العمل على ضم اعضاء جدد - وللتحضير لقدوم الزعيم الجنوبي الدكتور جون قرنق الى الخرطوم. وليس واضحاً متى سيأتي قرنق الى العاصمة السودانية. ولم يحضر ممثلون عن الحكومة حفلة افتتاح المكتب أمس - على رغم انه يقع على الطريق التي يسلكها الرئيس عمر البشير للانتقال من القصر الرئاسي لحضور اجتماعات الحكومة. وحضر زعماء أحزاب سياسية الافتتاح، اضافة الى عشرات من السودانيين الجنوبيين الذين أخذوا يلتقطون صوراً لأنفسهم مع مسؤولي"الحركة الشعبية". وقال بول توماس، وهو أحد مسؤولي المكتب، ان سكان الخرطوم، بمن فيهم آلاف اللاجئين الفارين من القتال في الجنوب، كانوا في السابق يسمعون فقط باسم"الحركة الشعبية"و"الآن يرونها فعلياً بينهم هنا". وفي كمبالا رويترز، تعهد زعيم"الحركة الشعبية"إلقاء ثقله وراء جهود انهاء الحرب الأهلية في أوغندا، جارة السودان. وقال في أول زيارة له لأوغندا منذ توقيع اتفاق السلام مع حكومة الخرطوم، ان قواته لن تسمح بنشاط"جيش الرب للمقاومة"الذي يقود تمرداً ضد الحكومة الأوغندية والذي يختبئ في مناطق في جنوب السودان وينطلق منها لشن هجمات داخل أوغندا.