انطلقت رسمياً أمس، فاعليات إحياء الذكرى الستين لتحرير معسكر أوشفيتز -بيركيناو النازي في بولندا على يد الجيش الأحمر، وسط رداءة الطقس ودرجات الحرارة التي بلغت ست درجات تحت الصفر، ترافقت مع انهمار كثيف للثلوج أرغم بعض الطائرات على تغيير وجهتها إلى وارسو. وكان في مقدمة الحاضرين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فيكتور يوتشينكو والفرنسي جاك شيراك والبولندي ألكسندر كواجنيفسكي والإسرائيلي موشي كاتساف، ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر والبريطاني جاك سترو والأمير إدوارد، إلى جانب الأميرين هاري ووليام اللذين أصر ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز على إرسالهما، بعد فضيحة ظهور ابنه الصغير بزي نازي في حفلة تنكرية. ونُشر نحو 3500 شرطي للسهر على أمن المشاركين في كراكوفا وأوشفيتز. وحضر المراسم الرئيسة نحو عشرة آلاف شخص، تجمعوا حول نصب بيركيناو التذكاري الدولي الذي أطلق عليه اسم"مصنع الموت"، على بعد ثلاثة كيلومترات من أوشفيتز. وتناوب على الكلام معتقلون سابقون من بينهم وزير الخارجية البولندي السابق فلاديسلاف بارتوجيفسكي عن المعتقلين غير اليهود، والوزيرة الفرنسية السابقة سيمون فيل الناجية من المعسكر. ثم تليت رسالة من البابا يوحنا بولس الثاني، تبعتها خطب الرؤساء: البولندي والروسي باسم المحررين والإسرائيلي باسم غالبية الضحايا. ولم يتمكن بوتين من الوصول إلى كراكوفا أمس، فيما كان ينتظر قدومه الأربعاء، بسبب الأحوال الجوية. كذلك وصل الرئيس الفرنسي قبل الظهر لتدشين معرض متجدد في متحف أوشفيتز-1 في ذكرى 80 ألف مبعد من فرنسا، بينهم 76 ألف يهودي. تعهدات وجدد المجتمعون تعهدهم بتعليم الأجيال المقبلة ما حدث خلال محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية. واحتشد في البداية مبعدون سابقون وجنود سوفيات سابقون إضافة إلى عدد كبير من القادة الأجانب في كراكوفا، على بعد ستين كيلومتراً تقريباً من أوشفيتز، في إطار منتدى تحت عنوان"أتركوا شعبي يعيش". وهذا الاجتماع الذي ضم شباناً إلى جانب كبار القادة والشخصيات قام بتنظيمه المجلس اليهودي الأوروبي، ومؤسسة النصب التذكاري للمحرقة في القدس، ووزارة الثقافة البولندية. وبثت صور من الحرب العالمية الثانية تظهر تحرير معسكرات إبادة عدة من قبل الجيش السوفياتي عام 1945مع أسرى أشبه بهياكل عظمية. وألقى أناتولي شابيرو 92عاماً، القائد الروسي الذي قاد جنوده إلى أوشفيتز في 27 كانون الثاني يناير 1945، كلمة عبر رسالة فيديو لعدم تمكنه من تحمل عناء السفر إلى بولندا من الولاياتالمتحدة حيث يقيم. وقال:"يجب عدم السماح أبداً بتكرار ذلك في أي بقعة في العالم". تشيخيا: اسم ضحية على كويكب وفي براغ، أعلن رواد الفضاء تسمية كويكب يدور في مدار الشمس بين كوكبي المريخ والمشتري باسم بيتر غينز، وهو مراهق يهودي من سكان العاصمة التشيخية قتل عام 1944 في أوشفيتز، وألهمت رسوماته رواد الفضاء التشيخ. وقال رائدا الفضاء ميلوس تيشي وجانا تيشا إن الاتحاد الدولي للفضاء وافق على تسمية الكويكب 50412 باسم بيتر غينز. واحتفظ أحد أصدقاء غينز بلوحاته، منها رسم للقمر وكوكب الأرض، وسلمت إلى متحف ياد فاشيم في القدس. كما أصدرت الحكومة التشيخية طابعاً بريدياً تكريما لغينز ولوحاته.