اجتاز البابا فرنسيس وحده بصمت أمس، بوابة معسكر اوشفيتز النازي الألماني قرب مدينة كراكوفا البولندية، ثم جلس على مقعد داخله واستغرق في صلاة صامتة، محني الرأس ومغمض العينين احياناً، طوال اكثر من عشر دقائق. وكان البابا قال قبل جولته إن «الصلاة الصامتة أفضل تحية لأرواح القتلى، ودوّن بالإسبانية في كتاب التواقيع: «اللهم ارحم أبناءك اللهم غفراناً لكل هذه القسوة.» واستقل البابا لاحقاً سيارة كهربائية للوصول إلى قرب جدار الموت، حيث اعدم النازيون خلال الحرب العالمية الثانية آلاف السجناء برصاصة في الرأس. وهناك استقبلته رئيسة الوزراء البولندية بيتا سيدلو التي قبلت يده وانحنت امامه، والتقى البابا مجموعة من 12 ناجياً من معسكر الموت من بولنديين ويهود وغجر، بينهم عازفة الكمان هيلينا دونيتز نيفينسكا التي تبلغ من العمر مئة وسنة. وتبادل بضع كلمات مع كل منهم، ثم اشعل شمعة كبيرة امام الجدار. بعد ذلك، توجه البابا للصلاة في زنزانة الموت للقديس البولندي الكاهن ماكسيميليان كولبي الذي ضحى بحياته لإنقاذ حياة رب عائلة. وأشاد الحاخام الأكبر في بولندا، مايكل شودريش، برغبة الحبر الأعظم في التزام الصمت خلال مروره في المعسكر. وقال: «يذهب الناس غالباً الى اوشفيتز، ويصمتون (عن المحرقة) بقية ايامهم، في حين يجب ان نصرخ ونصيح ونتصدى لكل انواع المظالم». وما زال بعض جوانب المحرقة موضوعاً صعباً في بولندا، حيث كُشفت اخيراً حالات قتل وتشهير بيهود نفذها بولنديون. وقتل حوالى 1.1 مليون شخص في اوشفيتز ومعسكر اوشفيتز 2 - بيركيناو، منهم مليون يهودي اوروبي. وقضى فيه ايضاً اكثر من مئة ألف سجين غير يهودي من البولنديين والغجر وأسرى حرب سوفيات. وحرر الجيش الأحمر المعسكر في 1945. وزار اثنان من البابوات، الأول بولندي والآخر ألماني، معسكر اوشفيتز قبل البابا فرنسيس، وهما يوحنا بولس الثاني في 1979 وبينيديكتس السادس عشر في 2006.