يتجه الرئيس الأميركي جورج بوش الى انهاء تعييناته الوزارية للولاية الثانية، بعد اختياره امس، القاضي مايكل شيرتوف وزيراً للأمن الداخلي. وشيرتوف هو أحد أبرز العاملين على صوغ قانون"باتريوت أكت"، ويخلف توم ريدج في المنصب بعد تنحي المرشح السابق برنارد كيريك لضلوعه في فضائح مادية. ونوه بوش بالتزام شيرتوف بالعدالة وحماية الولاياتالمتحدة. وأشاد بسجله القضائي الطويل كمساعد سابق لوزير العدل جون أشكروفت ومستشار لمجلس الشيوخ في محكمة نيويورك الفيديرالية. وبرزت اعتراضات أولية على تعيين شيرتوف، ابرزها نقص خبرته في مجال الأمن القومي والاستخبارات وعلاقته المقربة من أشكروفت وأبرز الداعمين والمساهمين في نص مشروع"باتريوت أكت"الذي يلقى انتقادات جمة من الكونغرس لمسه في الحقوق المدنية وسماحه بالتوقيفات العشوائية. ومع شيرتوف يصل عدد التعيينات الى رقم قياسي بتسعة وزراء، ويلي تعيين بوش لزميل دراسته في كلية ادارة الأعمال في جامعة هارفرد والمدير السابق لشركة"أي أند أي اندستريز"الصناعية في مدينة انديانا بوليس آلن هوبارد، رئيساً لفريق مستشاريه الاقتصاديين. كما تشهد وزارة الخارجية عملية اعادة تشكيل داخلية، كان آخرها استقالة الرجل الثالث في الوزارة ونائب العلاقات العامة مارك غروسمان الذي يتوقع أن يخلفه مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى ويليام برنز. فضيحة اعلامية الى ذلك، تفاعلت فضيحة اعلامية في واشنطن أمس، بعد اقدام محطة"سي بي أس"التلفزيونية الأميركية على طرد أربعة من كبار موظفيها مع صدور تقرير اعلامي مستقل يتهمهم ب"الحماسة القصيرة النظر"لاستعجالهم في بث وثائق تمس بسمعة الرئيس جورج بوش ومن دون اثبات صحتها خلال موسم الانتخابات. وانتقد التقرير الواقع في 224 صفحة والذي أعده المدير السابق لوكالة"أسوشييتد برس"لويس بكاردي والمدعي العام الجمهوري السابق ديك ثورنبور، حلقة 8 أيلول سبتمبر من برنامج 60 دقيقة التي عرضت وثائق غير مدقق فيها عن رصيد الرئيس بوش في الحرس الوطني عام 1968، وتتهمه ب"التلكؤ والهرب من واجباته العسكرية والفحوص الطبية"وتذرعه بعلاقاته العائلية. وفشل البرنامج في اثبات صحة الوثائق من دون أن يبطلها التقرير لاحقاً، واكتفى بالاشارة الى أن المحطة استعجلت في البث قبل التأكد من مضمون النص. ولم يتطرق التقرير الى وجود"أجندة سياسية"لدى الفريق رغم اقدام المنتجة ماري مايبس على الاتصال بحملة المرشح الديموقراطي السابق جون كيري والاجتماع مع منسقه جو لوكهارت للاطلاع على الملف. ولم تشمل مذكرة الطرد مقدم البرنامج الديموقراطي دان راثر، والذي يعزم على التقاعد في 9 آذار مارس المقبل، بعد استكمال فترة ربع قرن عمل مع المحطة، حصد فيها سباقات صحافية بالتعاون مع ميبس آخرها فضائح التعذيب في أبو غريب وخبر التجسس الاسرائيلي على الادارة الأميركية. وتمنى الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان على الوسائل الاعلامية التنبه وعدم اعادة خطأ ال"سي بي أس"التي ارتفع سعر أسهمها في نيويورك بنسبة 0.43 دولار أمس، ووصل الى 38.51 دولار للسهم الواحد.