أوضح برنارد كيريك الذي اعلن الجمعة عدوله عن قبول منصب وزير الامن الداخلي الذي اختاره له الرئيس جورج بوش بان قراره مرتبط بمشكلة توظيف حاضنة لم يصرح عنها. وفي بيان نشر مساء الجمعة اكد برنارد كيريك انه اكتشف «معلومات تحملني على التساؤل حول وضع سيدة وظفتها كخادمة وحاضنة تجاه قانون الهجرة». ولم يأت البيت الابيض على ذكر هذه المشكلة لدى اعلان قرار كيريك خلال مساء امس الأول كما ان هذا الاخير لم يشر اليها في رسالة الاستقالة التي نشرتها الرئاسة الاميركية. وقال كيريك (48 عاما) في بيانه «لفت انتباهي ايضا الى انه خلال فترة من الزمن لم تسدد مدفوعات مرتبطة بذلك التوظيف وانه لم يكن موضع تصاريح». وقد اعلن البيت الابيض مساء الجمعة ان القائد السابق لشرطة نيويورك برنارد كيريك الذي اختاره الرئيس جورج لتولي وزارة الامن الداخلي، عدل عن شغل هذا المنصب لأسباب شخصية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان في بيان ان «المفوض كيريك ابلغ البيت الابيض هذا المساء (الجمعة) انه يعدل لأسباب شخصية عن قبول منصب وزير الامن الداخلي. والرئيس يحترم قراره ويوجه افضل التمنيات للمفوض كيريك ولزوجته هالا».. وكان بوش عين برنارد كيريك القائد السابق لشرطة نيويورك في الثالث من كانون الاول - ديسمبر لكن كان هذا التعيين لا يزال يتطلب موافقة مجلس الشيوخ لتثبيته. ويجري الرئيس بوش الذي اعيد انتخابه في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر الماضي، حاليا تعديلات كبيرة في فريقه الحكومي واختياره لكيريك ليحل مكان توم ريدج على رأس وزارة الامن الداخلي كان من ابرز خياراته. وكتب برنارد كيريك في رسالة الى جورج بوش اعلنها البيت الابيض الجمعة «بعميق الاسف اعلمكم باني لا استطيع متابعة عملية التعيين لاصبح وزيرا للامن الداخلي». وتابع «وان كنت اثمن دوما الثقة التي اظهرتموها تجاهي كشرف اكبر في حياتي فاني مقتنع لاسباب شخصية بان متابعتي هذا الطريق لن يعطي افضل الفوائد لادارتكم، ولوزارة الامن الوطني وللشعب الاميركي». واضاف «في الظروف الراهنة لا استطيع السماح لمسائل شخصية من تحويل وزارة الامن الوطني عن مهمتها الاساسية». واكد «اعتذر لعدم اعطائي الاهمية اللازمة لهذا الجانب من الوضع في وقت ابكر». وقد اثار اختيار كيريك لتولي رئاسة وزارة الامن الداخلي تحفظات عديدة في اوساط البرلمانيين الامريكيين وداخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس بوش. وكان توم ريدج اكد الجمعة قبل اعلان قرار كيريك الانسحاب بان هذا الاخير سيبذل ما بوسعه لحل اي تضارب مصالح محتمل بين انشطته ومهامه الجديدة في حال حصول ذلك. وكان كيريك عمل في هيئة استشارية في المجال الامني لرئيس بلدية نيويورك السابق رودي جيولياني وهو جمهوري ايضا. وهو ايضا عضو في مجلس ادارة شركة «تاسر» التي تصنع اسلحة بالصدمة الكهربائية ينتشر استخدامها لدى الشرطة الاميركية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة انه «في حال ثبت في منصب وزير الامن الداخلي فانه سيشرف على وزارة ضخمة تقوم بصفقات مع بعض الشركات التي اسهمت في جعله رجلا ثريا». وتفيد بعض الوثائق المالية لشركة تاسر ان كيريك باع في 11 تشرين الثاني - نوفمبر حصة من الاسهم التي كان يملكها في هذه الشركة. وليست هي المرة الاولى التي تذكر فيها ذريعة توظيف خادمة بشكل غير مشروع لانسحاب شخصية اختارها بوش لدخول حكومته. ففي بداية ولايته الرئاسية الاولى في كانون الثاني - يناير 2001، تذرعت ليندا شافيز التي اختارها بوش لتولي وزارة العمل بمشكلة مماثلة لعدولها عن قبول المنصب.