استعاد السباق الرئاسي الأميركي حدته أمس، على الجبهات الاعلامية والاعلانية ومع صدور ثلاثة استطلاعات للرأي تشير أن المعركة في أوجها بين المرشحين الديموقراطي جون كيري والرئيس جورج بوش. وأظهر استطلاع مركز زغبي الدولي احتدام السباق في 20 ولاية حاسمة وتقدم طفيف لكيري على بوش وجمعه 264 نقطة انتخابية في مقابل 241 لبوش، مع صعوبة واضحة لدى المرشحين في جمع ال270 نقطة المطلوبة لحسم السباق في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واشارت أرقام "زغبي" الى تعادل في كل من ولايتي فلوريدا 27 نقطة والتي يتولى حاكميتها جيب بوش أخو الرئيس الحالي، وأركنساو 6 نقاط مسقط رأس ديموقراطيين بارزين مثل الرئيس السابق بيل كلينتون والجنرال ويسلي كلارك. واذا نجح كيري في كسب أركنساو والولايات التي حسمها الديموقراطيون عام 2000 ومن بينها بنسلفانيا وويسكونسن وأيوا التي تظهر بعضها تقدماً لبوش، يحسم السباق لمصلحته وبفارق نقطتين 270-268. أما اذا نجح بوش في كسب فلوريدا وأركنساو ومعها أوهايو، فيحسم السباق بفارق ست نقاط للفريق الجمهوري. واشارت أرقام أخرى مماثلة من مركزي جامعة جورج واشنطن والمستثمرون للأعمال الى احتدام السباق وشبه تعادل بنسب 45-42 و48-47 تباعاً لبوش وكيري. وتأتي الأرقام مع فتح الجبهات الاعلامية بين الحملتين، واتهامات لحملة كيري من جمهوريين بالضلوع في فضيحة "دوكيو-دراما" دراما الوثائق والتي تورطت فيها محطة "سي بي أس" عبر برنامجها "60 دقيقة"، بعد نشر وثائق غير متأكد من صحتها حول هروب بوش وتلقيه معاملة خاصة خلال خدمته العسكرية في الحرس القومي. ونسبت الحملة الجمهورية التهم الى جو لوكهارت الذي انضم الى حملة كيري اخيراً، وتلقى اتصالاً هاتفياً من المحطة من دون التطرق لمسألة خدمة بوش العسكرية. كما توعد جو واتكينز من حملة بوش - تشيني بمقاضاة المحطة اذا لم تقدم اعتذاراً خطياً للبيت الأبيض. وطالبت جهات في الحملة الجمهورية مقدم البرنامج والاعلامي المخضرم دان راثر بالاستقالة على رغم اعتذاره على الهواء للرأي العام الأميركي. وتعود الخلافات بين البيت الأبيض ومحطة "سي بي أس" وبرنامج "60 دقيقة" تحديداً الى فترات سابقة، ذلك ان المحطة كانت الأولى في بث الصور الملتقطة من سجن أبو غريب، والأولى في الكشف عن فضيحة التجسس بين منظمة العلاقات الأميركية - الاسرائيلية ايباك ووزارة الدفاع الأميركية البنتاغون لمصلحة اسرائيل. وتصاعدت أمس الانتقادات للادارة في الشأن العراقي، مع صدور اعلانات جديدة لأمهات أميركيين تتهم البيت الابيض بالاخفاق في الساحة العراقية وبجعل الولاياتالمتحدة أقل أماناً. كما انتقدت الحملة الديموقراطية خطاب الرئيس بوش في الأممالمتحدة أول من أمس، ووصفت الجمهور الجمعية العمومية ب"تماثيل من الشمع تلقت الخطاب بكثير من الود" على رغم تهميش بوش للمجتمع الدولي. وركز كيري على ضرورة انتخاب "قيادة جديدة" لاستعادة صدقية الادارة.