تحولت مراسم تكريم السفير الفلسطيني لدى موسكو خيري العريدي، الذي أنهى فترة خدمته في روسيا الى مناسبة لإعلان موقف روسي قوي حيال الملف الفلسطيني. واقامت وزارة الخارجية الروسية أمس حفلة تكريم في قصر الضيافة التابع للوزارة في حضور النائب الأول لوزير الخارجية الروسي فاليري ليوشينين وعدد من المسؤولين الروس، وتليت خلال الحفلة كلمة وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي يشارك حالياً في اجتماعات مجلس الأمن في نيويورك، وجرت خلال الحفلة مراسم تقليد العريدي وسام الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية، كما قام مركز"مجد روسيا القومي"بتقليده وساماً آخر. من جانبه، قام العريدي بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقليد عائلة نائب وزير الخارجية الروسي الاسبق فيكتور بوسفاليوك وسام"بيت لحم"من الدرجة الأولى تكريماً لما قام به المسؤول الروسي الراحل من جهود على صعيد تعزيز العلاقات الروسية - العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً. وجاء احتفال أمس بعد سلسلة فعاليات أقامتها مؤسسات روسية للغرض نفسه خلال الأيام الأخيرة ما عكس"الأهمية الخاصة التي توليها موسكو لعلاقاتها مع الفلسطينيين"، بحسب تعبير مصدر ديبلوماسي روسي تحدث الى"الحياة". واللافت ان دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية كانت أقامت قبل ذلك حفلة تكريم للعريدي، ثم كتب مديرها سيرغ فيرشينين مقالاً مطولاً في صحيفة"روسيسكايا غازيتا"الحكومية أشاد فيه بنشاط السفير الفلسطيني الذي عمل في موسكو لمدة تسع سنوات وشدد على"الموقف الثابت والأكيد"لروسيا تجاه المسألة الفلسطينية. وشكل ذلك سابقة، إذ لم يكتب مسؤول روسي رفيع المستوى قبلها مقالاً لمناسبة مغادرة سفير أنهى عمله في روسيا، كما أقامت الجمعية الارثوذكسية التي تربطها بالاراضي المقدسة علاقات تاريخية، حفلة افطار خاصة دعت اليها الفعاليات الروسية المختلفة والسفراء المعتمدين لدى روسيا. وأبلغ ديبلوماسي روسي"الحياة"ان مراسم التكريم المتعددة حملت أكثر من رسالة، خصوصاً انها جاءت بعد مساع بذلتها موسكو أخيراً لنشيط دورها في دفع التسوية في الشرق الأوسط. وقال المصدر انه اضافة الى رغبة موسكو بتكريم العريدي، فإن الفعاليات هدفت الى تأكيد"عمق العلاقة مع فلسطين"التي وصفها بأنها تشكل"واحدة من أهم مرتكزات السياسة الروسية في منطقة الشرق الأوسط".