نظم صندوق "الجاليات الروسية في الخارج" بموسكو مؤخرا، حفلا مكرسا لإحياء ذكرى المهاجرين الروس إلى بلدان المغرب العربي في أوائل القرن العشرين. وجرى خلال الحفل تقديم مشروع "قرطاج الروسي". هذا المشروع الذي ينظم في إطار برنامج "صيانة الثقافة والتعاون الإنساني" برعاية اتحاد السلام، ويهدف إلى الحفاظ على التراث الروسي في بلدان المغرب العربي. وتجول حاضرو الحفل في معرض "أرشيف العمارة الروسية (1920 - 1929)"، كما شاهدوا فيلما وثائقيا بعنوان "عبر خمسة بحار". وقالت مديرة مشروع "قرطاج الروسي" غالي مونوستيريوفا إن الفيلم يحكي عن مغامرات بعثة التلاميذ الروس الذين اتبعوا طريق مجموعة السفن الروسية إلى المغرب العربي في العام الماضي. وأضافت: من المعروف أن الروابط بين روسيا والمغرب العربي كثيرة وقديمة. والحقيقة أن سفن أسطول البحر الأسود الروسي لجأت إلى تونس في عام 1924 ونزل ما يقارب 6 آلاف مواطن روسي في قاعدة بنزرت البحرية الفرنسية وقتئذ. وأصبح اسم "أنستاسيا شيرينسكايا" كريمة قائد إحدى السفن التي ألقت مراسيها في بنزرت ووصلت إلى تونس فتاة وعمرها 8 سنوات وتعيش هناك حاليا، وكذلك كنيستان أرثوذكسيتان عاملتان في العاصمة وبنزرت رمزا للعلاقات الروسية التونسية. كما قالت: يحمل أحد الرسامين التونسيين البارزين لقب روبتسوف. فبعد إكماله أكاديمية الفنون ببطرسبورغ بميدالية ذهبية في عام 1914 حصل الكسندر روبتسوف على حق اجتياز دورة رفع المؤهلات في فرنسا وإيطاليا. وأقام إبان الحرب العالمية الأولى في تونس وبقي هناك إلى الأبد. وتحظى لوحاته التي تتميز بحسها الروسي، بشهرة واسعة في تونس. هذا وقد حضر الاحتفال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف والسفير السابق للاتحاد السوفيتي وروسيا في عدد من دول الشرق الأوسط أوليغ بيريسيبكين وسفير فلسطين لدى روسيا الاتحادية عفيف صافية، وسفير تونس لدى موسكو محمد البلاجي، والمستشرق الروسي المعروف أناتولي يغورين، وعدد كبير من المثقفين والسياسيين والدبلوماسيين والعلماء.