عقدت في موسكو ندوة المائدة المستديرة حول الآفاق الجديدة للتسوية في الشرق الأوسط ساهم فيها رئيس دائرة الشرق الأوسط سيرغي فرشينين وعضو مجلس الشيوخ الياس أومانوف وأناتولي يغورين عن مركز الحوار العربي الروسي إلى جانب ثلاثة من السفراء العرب هم السفير المصري رؤوف سعد والفلسطيني خيري العريدي والجامعة العربية سعيد البرعمي . جرت هذه الندوة في مقر نوفستي الروسية وتحدث في البداية رئيس دائرة الشرق الأوسط فيرشينين منطلقا من أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى كل من مصر وإسرائيل وفلسطين مركزا على أن شفافية المباحثات حققت نقلة نوعية في مجال التسوية التي ترغب دول المنطقة بتفعيل الدور الروسي لدفع العملية السلمية نحو الأمام خاصة إثر ظهور بوادر إيجابية بعد قمة شرم الشيخ موضحا أن الموقف الروسي ما زال يرتكز على ضرورة الحل الشامل والعادل وإشراك جميع الأطراف بما في ذلك سوريا ولبنان والحيلولة دون ظهور بؤر توتر جديدة والسعي لتنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقيات معترفا بوجود صعوبات جدية وخاصة في الآونة الأخيرة. ثم تحدث السفير الفلسطيني الذي فجر قنبلة إعلامية بقوله إن عملية السلام في خطر وإن جميع المؤشرات للأسف توحي بعدم جدية الجانب الإسرائيلي في المضي قدما في عملية السلام مذكرا بأن القيادة الفلسطينية استطاعت تهدئة الأجواء لكن الخروقات بالعشرات ما زالت ترتكب من الجانب الإسرائيلي ناهيك عن استمرار الجدار العازل وعدم إطلاق سراح الأسرى وتأجيل عملية الانسحاب من غزة وقسم من الضفة والاستيطان الذي يقطع أوصال الأراضي الفلسطينية مما يصعب معه الحديث عن وجود مجال واقعي لتحقيق الدولة الفلسطينية مرحبا في غضون ذلك بعودة الدور الروسي على خلفية زيارة بوتن إلى المنطقة آملا أن يأخذ مداه في هذه الظروف. وتحدث السفير المصري مركزا على مدى أهمية تفعيل الدور الروسي في الشرق الأوسط والعالم العربي عموما حيث عادت هذه المنطقة إلى احتلال مكانها في أولويات السياسة الخارجية الروسية وبالمقابل عادت روسيا إلى أولويات السياسة الخارجية العربية وتأتي في مقدمة الاهتمامات تسوية النزاع العربي الإسرائيلي وبداية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مؤيدا ما طرحه السفير الفلسطيني من أن التسوية في خطر ذاك أن مثل هذا الإحساس يتعمق بعد ظهور أمل جدي ولا يتم تتحقق هذه الآمال . وتوقف أومانوف ممثل مجلس الشيوخ عند ضرورة رفد العلاقات بزخم واقعي انطلاقا من الأرضية التاريخية والإنسانية للعلاقات بين روسيا والعالم العربي حيث يغدو الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط هاما جدا بالنسبة للأمن والاستقرار في روسيا نفسها وأن على روسيا والعرب تفعيل النشاطات والاستفادة من معطيات هذه الزيارة على أرض الواقع . وشدد سفير الجامعة العربية على الطابع الشامل لآفاق التعاون خاصة أن زيارة بوتن إلى مقر الجامعة العربية هو تعبير رمزي عن رغبة روسيا في تكريس علاقات نوعية متطورة مع جميع بلدان العالم العربي فيما ركز يغورين على أهمية تطوير الحوار العربي الروسي ليكون خلفية للعلاقات الروسية العربية عموما وبشكل ثنائي وأن برنامجا لعقد ندوات حوار سنوية واسعة النطاق قد بدأ تنفيذه انطلاقا من تونس أولا ثم ليشمل بقية الدول العربية. وعبر التساؤلات والحوار تم التركيز بشكل رئيس على أن خطورة الوضع بالنسبة لمسار التسوية يحتاج إلى تنشيط الجهود الجماعية وخاصة الرباعي الدولي لمنع الانزلاق إلى تردي الوضع ومحاولة النهوض بالمسؤوليات وأن المؤتمر الدولي الذي اقترحه الرئيس بوتن يمكن تحقيقه واقعيا إثر الانسحاب الإسرائيلي من قسم من الضفة وقطاع غزة بل ان المهم ليس هذا المقترح وحسب بل ضرورة أن يتم التركيز على ما يمكن أن يكون مفيدا لتحقيق السلام في المنطقة. نشير أخيرا إلى أن الدعوة لعقد مائدة مستديرة للحوار كانت تلحظ مشاركة نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف ورئيس اللجنة الدولية في مجلس الشيوخ ميخائيل مارغيلوف لكن الاثنين لم يحضرا هذه الندوة .