أكد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران حسن روحاني المكلف الملف النووي لبلاده، أن طهران تجري محادثات مع الأوروبيين بشأن تعليق تجميع أجهزة للطرد المركزي، لكنه قال إن إيران ترفض التخلي عن إنتاج الوقود النووي. وأدلى روحاني بتصريحاته لدى عودته إلى طهران إثر زيارة لهولندا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، أجرى خلالها محادثات عشية اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر في 13 الشهر الجاري. وأكد روحاني أن بلاده اقترحت "خطة استراتيجية من عشر نقاط لتحديد التعاون بين إيران والاتحاد الأوروبي على صعيد الملف النووي وفي مجالات أخرى، يفترض أن تناقش خلال الاجتماع المقبل للاتحاد في بروكسيل. وقال: "كلما اقتربت إيران من التخصيب يظهر الأوروبيون الكثير من الحساسية وكلما ابتعدنا عنه، يعتمدون لهجة هادئة ويبتسمون"، لكنه لفت إلى أن إيران لن تتخلى أبداً عن دورة إنتاج الوقود النووي و"ستحاول تحقيق هذا الهدف في الوقت الأنسب وبأفضل طريقة ممكنة". وجاء ذلك بعدما ذكرت مصادر ديبلوماسية في فيينا أن إيران تقترح على الأوروبيين تنازلات في مجال تخصيب اليورانيوم، وإن أكدت أن ليس هناك اتفاق كبير في هذا الشأن. تشكيك أميركي وأعرب وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن تشكيكه في الأنباء التي تحدثت عن موافقة إيران على تعليق نشاطات نووية حساسة، قائلا: "نعتقد بأننا شهدنا ما فيه الكفاية. هذا الإجراء له ما يبرره، وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تحيل الموضوع إلى مجلس حكامها في اجتماعه التالي الأسبوع المقبل". ولم تتضح على الفور تفاصيل الاتفاق المذكور ولم توضع بعد اللمسات النهائية عليه. وقال باول إنه "أكثر اهتماماً برؤية عمل إيراني لوقف الخطوات التي بدأوا فيها الآن، في ما يتعلق بإنتاج مواد تعطي في رأينا دليلاً على برنامج للأسلحة النووية". قلق ألماني من جهته، وصف المستشار الألماني غيرهارد شرودر النشاطات النووية الإيرانية بأنها "مقلقة للغاية"، مطمئناً من أن روسيا ستساعد في ضمان عدم حصول طهران على أسلحة نووية. وقال إن الرئيس فلاديمير بوتين أوضح خلال اجتماعهما في آخر آب أغسطس الماضي، أن "الروس مهتمون أيضاً بألا تصبح إيران قوة نووية جديدة". متطوعون لحماية مفاعل بوشهر في المقابل، توقعت لجنة إحياء ذكرى شهداء الحملة الإسلامية العالمية أمس، أن يتطوع آلاف الإيرانيين كدروع بشرية لحماية مفاعل بوشهر، في حال وقوع هجوم عسكري ضده. وقال ناطق باسم المجموعة إن اللجنة التي لا تربطها صلات بأي منظمة رسمية، جمعت 25 ألف توقيع من المتطوعين الذين "يطلبون الشهادة" في جميع أنحاء إيران وذلك منذ حزيران يونيو الماضي. وتوقع مسؤولون إيرانيون أن تحاول إسرائيل والولايات المتحدة اللتان تتهمان طهران بالسعي إلى انتاج أسلحة نووية، شن غارات جوية لتدمير مفاعل بوشهر كما دمرت طائرات حربية إسرائيلية مفاعل أوزيراك العراقي عام 1981.