استجابت طهران للمطالب الدولية امس، بالاعلان عن تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، الامر الذي ازال العوائق امام التعاون النووي الروسي - الايراني، وأثار ارتياحاً روسياً توّج بقبول الرئيس فلاديمير بوتين دعوة لزيارة ايران. وأفادت مصادر في طهران ان الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني حسن روحاني اكد اثناء زيارته لروسيا امس، بدء العمل ب"تجميد" عمليات تخصيب اليورانيوم، في خطوة دعمت محادثاته التي طالب خلالها بالاسراع في استكمال مشروع مفاعل بوشهر وتزويده الوقود النووي اللازم لتشغيله. وذكرت المصادر نفسها ان المحادثات مع الجانب الروسي، شملت تأمين الاسلحة اللازمة لحماية المفاعل النووي الايراني، وخصوصاً صواريخ "اس 300"، وذلك غداة محاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون اقناع القيادة الروسية بعدم تزويد ايران تلك الصواريخ. كذلك تناولت محادثات روحاني مع بوتين آفاق التعاون بين البلدين، وعدداً من المسائل الاقليمية والدولية الاخرى. وذكر المسؤول الايراني للصحافيين في ختام المحادثات انه ابلغ بوتين قرار بلاده وقف عمليات تخصيب اليورانيوم في شكل موقت، وأطلعه على الرسالة التي وجهتها طهران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس، وتضمنت موافقة على توقيع بروتوكول اضافي مع المنظمة الدولية يتيح تشديد الرقابة على المنشآت النووية الايرانية. وقال روحاني إن بلاده اتخذت هذه الخطوات من اجل خلق مناخ دولي إيجابي، على رغم قناعتها بما وصفه ب"الحقوق الشرعية لايران". وأضاف ان طهران ستواصل مساعيها من اجل كسب ثقة المجتمع الدولي. وشدد على ان برنامج ايران الدفاعي لا يشمل برامج لصنع اسلحة نووية. وفي المقابل، أعرب الرئيس بوتين عن ارتياحه لما وصفه ب"تعامل ايران الايجابي" مع المطالب الدولية، مشيراً الى انه لا يرى عائقاً امام تعزيز التعاون النووي بين موسكووطهران. وكان روحاني اجّل زيارته التي كانت مقررة الاسبوع الماضي الى موسكو بسبب تزامنها مع زيارة شارون التي شغل التعاون الروسي - الايراني حيزاً اساسياً من المناقشات خلالها. وتعمد روحاني التشديد على "عمق العلاقات" بين ايرانوروسيا ووصف الاخيرة بأنها "شريك تاريخي وتقليدي" للايرانيين. وكشف خلال جلسة محادثات موسعة عقدها مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان الطرفين سيبدآن خلال الفترة المقبلة محادثات حول الشروع في بناء الجزء الثاني من محطة بوشهر النووية الايرانية. ومعلوم ان روسيا ستنتهي قريباً من المرحلة الاولى في المشروع النووي الايراني. وأشار الوزير الروسي الى ان اختيار موسكو مكاناً لاعلان ايران تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، يعد مؤشراً مهماً الى المستوى الرفيع للتعاون بين البلدين. وشدد على ان هذه الخطوة تسهم في إزالة قلق المجتمع الدولي وتفتح امام الطرفين الروسي والايراني آفاقاً جديدة للتعاون.