قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان المسؤولين السوريين سيجددون التشديد خلال محادثاتهم مع مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز على "جاهزية سورية الكاملة لاستئناف مفاوضات السلام" مع اسرائيل. وفيما تردد ان السفير الأميركي السابق مارتن انديك اقترح خلال زيارته الخاطفة لدمشق انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتراجعها من الجولان بعمق خمسة كيلومترات مقابل تراجع "حزب الله" مسافة 25 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، قالت المصادر السورية ان انديك زار دمشق باعتباره "خبيراً ومثقفاً وليس موفداً أميركياً وجرى تبادل الكثير من وجهات النظر". وعلمت "الحياة" ان المسؤول الأميركي السابق قال ثلاث نقاط محددة هي: "الظروف الراهنة غير ناضجة في اسرائيل لأي استئناف لعملية السلام على المسار السوري، الإدارة الأميركية مشغولة في الانتخابات الأميركية، رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون عازم على الانسحاب من غزة". وكانت "الحياة" نشرت قبل يومين ان الأسد أبلغ زواره من الأميركيين "الاستعداد لاستئناف مفاوضات السلام إذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون جاهزاً لذلك". لكن مسؤولين اسرائيليين ربطوا بين استئناف المفاوضات و"التخلي عن دعم الارهاب". وسألت "الحياة" يوم أمس مصادر سورية رفيعة المستوى عن تفاصيل ما جرى في لقاء الأسد مع انديك وعضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى، فأجابت: "جرى تبادل وجهات النظر حول الكثير من القضايا، بينها التشديد على جاهزية سورية الدائمة لاستئناف مفاوضات السلام. لكن يبدو ان الاسرائيليين غير جاهزين لهذا الأمر"، لافتاً الى ان الأسد "يؤكد في كل لقاء الجاهزية لاستئناف المحادثات" التي توقفت في بداية العام 2000 وان ذلك سيحصل لدى زيارة بيرنز يومي 10 و11 الجاري لاجراء محادثات مع الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع. وتزامنت هذه المعلومات مع اعلان موقع "كلنا شركاء" الالكتروني السوري المقرب الى السلطة ان انديك طرح خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين "تساؤلاً افتراضاً: إذا انسحبت اسرائيل من مزارع شبعا وتراجعت مسافة خمسة كيلومترات من الجولان المحتل، هل يمكن "حزب الله" ان يتراجع مسافة 25 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية - الاسرائيلية؟". لكن المصادر السورية أوضحت أمس ان انديك جاء الى دمشق ك"خبير في عملية السلام وكمثقف مطلع وطرح الكثير من الأفكار" قبل أن تشير الى ان "دمشق كانت دائماً ضد سياسة الخطوة - خطوة وهي أقرب الى مبدأ الاتفاق الشامل". وكان انديك تناول العشاء مع معاون وزير الخارجية وليد المعلم، وقالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة" أمس ان انديك، خلال لقائه المعلم، "لم يذكر اطلاقاً أي مقترح تفصيلي" يتعلق بصفقة الانسحاب من مزارع شبعا مقابل تراجع "حزب الله" عن الحدود.