وجهت مصر دعوة الى الفصائل والتنظيمات الفلسطينية لاستئناف جلسات الحوار في القاهرة نهاية تشرين الاول اكتوبر المقبل، في وقت تحدث وزير الخارجية احمد ابو الغيط ومدير جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان عن "تراجع" اسرائيل عن التفاهمات التي تم التوصل اليها اخيراً في ما يتعلق بالدور المصري لتأمين الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، بما في ذلك الشريط الحدودي الفاصل بين رفح والاراضي المصرية جنوب القطاع. راجع ص 4 و5 جاء ذلك خلال لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع المسؤولين المصريين. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الجانب المصري يميل الى الاشراف على تدريب واعادة تأهيل الاجهزة الامنية الفلسطينية في القاهرة بدلاً من قطاع غزة في ظل استمرار تردي الاوضاع الامنية وعدم حصول مصر على تعهد اسرائيلي بتوقف العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين في القطاع. ونقلت المصادر عن المسؤولين المصريين ان تل ابيب "نقضت" التفاهمات التي تم التوصل اليها اخيراً بين مسؤولين عسكريين مصريين ونظرائهم الاسرائيليين في ما يتعلق بالمسؤولية الامنية في الشريط الحدودي الفاصل بين الاراضي الفلسطينية والمصرية، بما في ذلك تولي قوات "حرس الحدود" المصري هذه المسؤولية. واوضحت المصادر ان اسرائيل ابلغت المصريين اخيراً أنها "لا توافق على ادخال اي تعديلات على الترتيبات الامنية الواردة في اتفاقية كامب ديفيد للسلام"، ما يعني عدم ادخال قوات "حرس الحدود" المصرية الى منطقة الشريط الحدودي وابقاء السيطرة الامنية على هذه المنطقة بيد جيش الاحتلال الاسرائيلي، وما يعني ايضاً ان محادثات بين الطرفين بشأن الترتيبات على محور فيلادلفي لم تعد مطروحة. ويعزز هذا الموقف الاسرائيلي اسباب "الفتور" المصري الذي سجل اخيراً والذي عزاه المسؤولون الى عدم جدية اسرائيل في تنفيذ انسحاب حقيقي من قطاع غزة، اضافة الى محاولتها "استغلال" الدور المصري لتحقيق مآرب امنية فقط، وهو امر ترفضه القاهرة. وغلبت اجواء "حفل تعارفي" على الجزء الاكبر من اللقاء المصري -الفلسطيني، خصوصا ان هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها وزير الخارجية المصري الجديد للاراضي الفلسطينية وللرئيس الفلسطيني. وحضر مأدبة الغداء التي اقيمت على شرف الضيفين المصريين، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية ورئيس المجلس التشريعي ورؤساء الاجهزة الامنية، بمن فيهم صائب العاجز وموسى عرفات وعبد الرزاق المجايدة الذين قدموا من قطاع غزة، اضافة الى رئيس الوزراء احمد قريع والوزراء نبيل شعث وصائب عريقات وحكم بلعاوي ومستشار الامن القومي جبريل الرجوب. واللافت ان المروحية الاردنية التي استقلها المسؤولان المصريان للوصول الى رام الله، حطت في قاعدة عسكرية اسرائيلية جنوب غرب مدينة رام الله بدلاً من هبوطها في ساحة مقر "المقاطعة" كما كان مقرراً وحسب الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي. وذكرت مصادر مطلعة ان قرار الهبوط في القاعدة العسكرية "عوفر" اتخذ في اللحظة الاخيرة بعدما رفضت السلطات الاسرائيلية هبوطها في المقاطعة "لاعتبارات امنية". وقالت مصادر ان موافقة الوزيرين المصريين على الهبوط في قاعدة عسكرية اسرائيلية مقامة في الاراضي المحتلة "خطوة لم تدرس جيداً"، مشيرة الى انها جاءت بناء "على اقتراح اسرائيلي في اللحظة الاخيرة". وتزامن وصول ابو الغيط وسليمان مع اطلاق وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز جملة من التهديدات تضمنت عزم اسرائيل على "ازالة الرئيس الفلسطيني من المنطقة" وانها "ستجد الطريقة الملائمة والتوقيت المناسبين لطرده". ورجح موفاز في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي مواصلة الاحتلال العسكري الاسرائيلي ل "محور فيلادفي" جنوب قطاع غزة، وهو ما يشكل تراجعاً عن التفاهمات الاسرائيلية - المصرية في هذا الخصوص. كما أكد ان الجيش سينتهي من اقامة جدار الضم في المقطع الجنوبي في منطقة الخليل منتصف العام المقبل. ومن جهة اخرى، قال موفاز ان زعماء "حماس" غادروا دمشق على ما يبدو في اعقاب تهديدات اسرائيلية بأنهم سيكونون هدفاً للاغتيال انتقاماً لهجوم بئر السبع، مضيفاً: "لن يكونوا طلقاء. سنتعقبهم في أي مكان".