اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان دان مريدور العضو السابق في حزب ليكود يجري اتصالات مع جهات دولية للتوصل الى"هدنة" في قطاع غزة يتوقف فيها الفلسطينيون عن اعمال المقاومة مقابل تخفيف الضغوط الهائلة التي تفرضها اسرائيل على نحو مليون فلسطيني يقطنون فيه بما في ذلك السماح للصيادين بالعودة الى ممارسة مهنتهم. واشارت الاذاعة الى ان مسؤولين اميركيين واوروبيين ومصريين يشاركون في هذه الاتصالات بهدف التوصل الى اتفاق بهذا الشأن يسيطر بموجبه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي تقود اعمال المقاومة في قطاع غزة. والمح مريدور نفسه الى هذه الاتصالات في حديث مع الاذاعة الاسرائيلية اذ قال: "نحن بحاجة للتوصل الى وضع نستطيع بموجبه ان نعقد اتفاقا مع جهات فلسطينية لديها القدرة الكاملة على السيطرة. الاجهزة الامنية الفلسطينية في غزة لم تتضرر ولديها القدرة على وقف هجمات حماس. اذا حدث ذلك سنستطيع ان نلاقيهم في منتصف الطريق ونخفف من الضغوط مثل الاغلاق والحصار والحظر على صيد الاسماك". واضاف ان "غزة تشكل اختبارا مهما للفلسطينيين". ورأى ان "رئيس جهاز الامن الوقائي السابق محمد دحلان ومسؤولي اجهزة امنية فلسطينية اخرى يفهمون اكثر فاكثر ما رددته واشنطن بصوت عال من ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "خيب ظنهم وخلق حالة من الفوضى في يهودا والسامرة الضفة الغربية". وكان شارون اعلن خلال حملته الانتخابية الاخيرة انه اوكل الى ميريدور الذي يوصف اسرائيليا بانه من بين "المعتدلين" في حزب ليكود الذي يتزعمه شارون، مهمة اعداد "خطة سلام" مع الفلسطينيين لما بعد تشكيل حكومته الجديدة. ووصف زفي هندل من حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف الذي يقطن في احدى المستوطنات اليهودية في قطاع غزة تصريحات مريدور بانها جزء من "احلام اليقظة"، مشيرا الى عدم قلقه منها لانها تندرج، حسب قوله، في اطار سلسلة "افكار الاولاد" الكثيرة التي سمعها حتى الان 27 مرة .وقال لاذاعة الجيش "دعوهم يلهون". وتزامنت تصريحات مريدور مع اخرى جاءت مناقضة لها تماما صدرت عن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز خلال جولة له في قطاع غزة اجتمع خلالها مع قادة الجيش الاسرائيلي. وقال موفاز ان الجيش اوصى باعادة احتلال مناطق في قطاع غزة من بينها بلدة بيت حانون لمنع اطلاق صواريخ "القسام" منها باتجاه المستوطنات اليهودية وبلدة "سديروت" الحدودية مع القطاع. واكد موفاز ان الجيش الاسرائيلي قد يعود الى بيت حانون "ويسيطر عليها" لمنع اطلاق الصواريخ منها. ويواصل الجيش الاسرائيلي لليوم الثامن على التوالي تنفيذ عملية عسكرية وهجمات واسعة النطاق ضد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في قطاع غزة يخشى الفلسطينيون ان تفضي الى اعادة احتلال شاملة، اذ يتوقع ان تستغل اسرائيل الحرب المرتقبة على العراق لتنفيذ مخططاتها. وتطرق موفاز في تصريحاته الى هذه الحرب التي قال انه يتوقع ان تبدأ خلال الاسابيع القليلة المقبلة. ورفض الزعيم الروحي لحركة "حماس" الشيخ احمد ياسين في تصريحات صحافية ان تكون الصواريخ التي يطلقها الجناح العسكري التابع للحركة "مبرراً" لاجتياح عسكري اسرائيلي لقطاع غزة. وقال ان الضفة الغربية لا يوجد فيها صواريخ "قسام" ومع ذلك اعادت اسرائيل احتلالها بالكامل. وزاد ان استخدام الصواريخ يأتي في اطار الدفاع عن النفس ولن يتوقف طالما استمر الهجوم الاسرائيلي على الفلسطينيين. ونفى وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات من جهته وجود اتصالات مع مسؤولين اسرائيليين سواء مريدور او غيره للتوصل الى "هدنة" في قطاع غزة. وقال ان "ما يقوم به الجيش الاسرائيلي في القطاع من قتل وتدمير وهدم واحتلال يدلل على النوايا الحقيقية لاسرائيل".