كشف رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ان مصر ستوجه الدعوة الى الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية لاجتماع في القاهرة في ايلول سبتمبر المقبل. وقال فى حديث لصحيفة "الايام" المحلية نشرته امس انه تم الاتفاق خلال اللقاء بين الرئيس ياسر عرفات ومدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان في مدينة رام الله اول من امس على "تنشيط وتفعيل الحوار الفلسطيني داخل الاراضي الفلسطينية، بالتوازي مع اتخاذ مجموعة من القرارات الملائمة والمناسبة بالنسبة الى توحيد الاجهزة الامنية واصلاحها، وبذل جهد لانعاش عملية السلام، وتجديد الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي واستمرار التنسيق مع الاخوة المصريين". وفي ما بدا انه جدول زمني للتحرك في الاشهر القليلة المقبلة، قال قريع انه "سيتم خلال شهري تموز يوليو وآب اغسطس ارسال نحو 30 الى 40 ضابطا فلسطينيا كبيرا من قوات الامن الفلسطينية الى مصر للانخراط في عملية تدريبية تستمر ستة اسابيع، قبل ان يعودوا الى الاراضي الفلسطينية ليكونوا نواة المدربين للاجهزة الامنية". ولفت الى انه "ستتم في ايلول المقبل دعوة الفصائل الى حوار وطني شامل في مصر... على قاعدة التوصل الى اتفاق بين الجميع". لقاء رباعي لرسم عملية السلام واشار الى انه سيعقد في تشرين الاول اكتوبر اجتماع رباعي فلسطيني - اسرائيلي - مصري - اميركي "من اجل رسم البرنامج والخطة لاستئناف عملية المفاوضات وانعاش عملية السلام والتوجه نحو مفاوضات في الحل النهائي وتطبيق خريطة الطريق". وقال انه ربما تتم دعوة الاتحاد الاوروبي الى الاجتماع ليصبح خماسيا. وزير داخلية فلسطيني خلال شهرين وكان سليمان التقى عددا من المسؤولين الاسرائيليين في اعقاب لقاءاته مع الرئيس ياسر عرفات وقريع. وابلغ وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم، ان عرفات تعهد تعيين وزير جديد للداخلية خلال شهرين، في حين اتهم شالوم الرئيس الفلسطيني بمحاولة سحق اي خطة امنية تعرض عليه وعرقلة الخطة الحالية. وبحث الطرفان ما تدعيه اسرائيل من ان الفلسطينيين يهربون اسلحة من مصر عبر انفاق اسفل الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر في مدينة رفح، وطالب شالوم مصر بمعالجة الامر. كما بحثا مسائل ثنائية منها صفقة بيع الغاز المصري الى اسرائيل التي وقعها الطرفان قبل اسابيع، اضافة الى اقتراح اسرائيل بإقامة مناطق صناعية حرة اسرائيلية - فلسطينية - مصرية. وقالت مصادر فلسطينية ان الفلسطينيين ينتظرون الرد الاسرائيلي على مطالبهم المتمثلة بوقف قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد الانسحاب منه، الى جانب تشغيل الممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة حتى لا يتحول القطاع سجنا كبيرا بعد الانسحاب مغلقا من ثلاث جهات ويحده البحر المتوسط من الجهة الرابعة، كذلك وقف استهداف الناشطين واجهزة الامن الفلسطينية. واضافت ان الفلسطينيين ينتظرون ايضا الرد الاسرائيلي على الاقتراح المصري بالتوصل الى وقف متبادل للنار. ورأى شالوم ان اسرائيل لا تعتبر الدور المصري وساطة، بل جزء من مصلحة مصر في تفادي حدوث فوضى في القطاع. وشارك في اللقاء بين سليمان وشالوم رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي شاباك آفي ديختر الذي ابلغ سليمان اثناءه ان هناك انذارا ساخنا بتنفيذ عملية فدائية داخل اسرائيل. كما التقى سليمان وزير الدفاع شاؤول موفاز في مكتبه في تل ابيب حيث تم تناول الدور المصري في تطبيق خطة الفصل الاحادي الجانب التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية اخيرا. وقال موفاز ان اسرائيل تنظر بايجابية الى الدور الذي تلعبه مصر في تطبيق "خطة الفصل"، معتبرا ان الامتحان الحقيقي يتعلق بالنتائج التي سيتم التوصل اليها، ومدى نجاح الخطة في انشاء واقع جديد في غزة. فتوى يهودية ضد اخلاء مستوطنات من جهة اخرى، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الجيش اعد خطة للانسحاب من غزة كان يفترض ان يقدمها امس الى موفاز ليوافق عليها. وتنص الخطة التي اطلق عليها اسم "وهج سماوي" على اقامة قواعد جديدة داخل الاراضي الاسرائيلية بدلا من تلك التي ستنسحب من غزة، ونقل القوات الاسرائيلية التي تتألف من لواءين وعدد من الافواج، اي ما يعادل فرقة كاملة تضم نحو 10 الاف رجل. في السياق نفسه، اصدرت "لجنة حاخامات يهودا والسامرة وغزة" التي اجتمعت مساء اول من امس في مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق القدس فتوى تحرم على الجيش والشرطة اخلاء المستوطنات. وقالت: "لا يحق لاحد المشاركة في اخلاء مستوطنة في ارض اسرائيل بحدودها التوراتية سواء كان مدنيا او شرطيا او عسكريا". ودانت "خطة الفصل"، داعية الى صلاة جماعية للاحتجاج امام حائط البراق حائط المبكى.
