استشهد مساء الأربعاء الماضي، مواطن فلسطيني من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) متأثرا بجراح اصيب بها جراء القصف الاسرائيلي الغادر لمجموعة قسامية في محيط الحي النمساوي غربي مخيم خانيونس. وذكرت مصادر طبية في مستشفى ناصر بالمدينة ان الشهيد احمد مصطفى شهوان -23 عاما- استشهد متأثرا بجراحه الخطيرة التي اصيب بها وادت الى بتر ساقيه وذلك خلال قصف طائرة استطلاع اسرائيلية لمجموعة من كتائب القسام كانت تحاول اطلاق قذائف هاون على مستعمرة احتلالية في المنطقة. وكان سبق استشهاد شهوان اغتيال ناشط آخر في رفح وهو احمد روبين برهوم -25 عاما- خلال قيامه بمهمة جهادية على الشريط الحدودي الفاصل بين الاراضي الفلسطينية والمصرية جنوبالمدينة. وفي أعقاب استشهاد شهوان وبرهوم شنت كتائب القسام هجوماً بالصواريخ وقذائف الهاون على مستعمرات الاحتلال المتمركزة في قطاع غزة حيث اعلنت في بيان لها انها اطلقت خلال الساعات الماضية 46 قذيفة هاون و31 صاروخا من طراز قسام وقذيفة «زذا» على المستعمرات والمواقع الاسرائيلية كما تمكنت من قنص جندي اسرائيلي في برج حردون العسكري المقام قرب الحدود الفلسطينية المصرية وقد اكد مجاهدوها اصابة الجندي اصابة مباشرة وان عملية القنص مصورة كما اعترف العدو باصابة جندي اصابة خطيرة في مستعمرة نفيه ديكاليم غربي مخيم خان يونس. وفي هذا الإطار نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الخميس ان «الجيش الاسرائيلي قد يقوم بعملية عسكرية في قطاع غزة وحتى السيطرة على مناطق فيه في حال لم يتوقف اطلاق القذائف». ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن هذه المصادر قولها ان المناطق المقصودة هي تلك التي يطلق منها ناشطون فلسطينيون قذائف هاون باتجاه المستعمرات. واضافت الاذاعة ان مصادر في جيش الاحتلال أفادت بأن خمس قذائف هاون سقطت خلال الليل في مستعمرات في القطاع وثلاثة صواريخ (قسام) داخل الخط الاخضر في جنوبفلسطينالمحتلة.. وقالت المصادر العسكرية ذاتها ان 34 قذيفة هاون وثلاثة صواريخ (قسام) اطلقها ناشطون فلسطينيون سقطت في مستعمرات في القطاع وداخل الخط الاخضر. ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ووزير الحرب موفاز وقادة الاجهزة الامنية الى اجتماع للتداول في التصعيد الحاصل. وقبل ذلك سيعقد موفاز اجتماعا مع قادة الاجهزة الامنية لوضع توصيات امام رئيس الوزراء الاسرائيلي. ومن الجدير بالذكر ان شارون وموفاز كانا هددا السلطة الفلسطينية في اعقاب مشاورات اجرياها مساء الأربعاء بتجديد العمليات العسكرية الهجومية في قطاع غزة اذا ما تواصل اطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام. وقالت مصادر عسكرية ان التقديرات لدى القيادة العسكرية الاسرائيلية في منطقة الجنوب والتي يقع قطاع غزة ضمن مسؤولياتها هي ان حركة (حماس) هي المسؤولة عن تجدد اطلاق النار «في محاولة لتعزيز قوتها مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية» على حد ادعاء المصادر الاسرائيلية. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن ضباط في الجيش الاسرائيلي قولهم «اننا متأهبون لتنفيذ عملية عسكرية لكننا سنتريث بعض الوقت للتأكد فيما اذا كان التصعيد سيستمر». من جانبه حمل نائب رئيس الوزراء ووزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث، (إسرائيل) مسؤولية التدهور الأمني الحاصل في قطاع غزة والذي ادى الى استشهاد مواطنين فلسطينيين في جنوب القطاع ينتمون لحركة «حماس». واتهم شعت الحكومة الاسرائيلية بخرق تفاهمات شرم الشيخ وعرقلة جهود السلطة الفلسطينية للسيطرة علي الأوضاع الأمنية في قطاع غزة. وقال «ان اتفاق شرم الشيخ بين الجانبين لا يسمح لإسرائيل بما تقوم به من عمليات اغتيال أو العودة إلى عمليات الاغتيال ولكنها تواصل خرق الاتفاق، ومخالفة اجزاء كبيرة منه كما فعلت في الايام الماضية»، مضيفا انها «علقت مسألة الإفراج عن الاسرى والانسحاب من المدن الفلسطينية وتواصل فرض الحصار واقتحام المدن حتي تلك التي انسحبت منها». وأكد ان السلطة الفلسطينية تقوم باجراء اتصالات مكثفة لمنع حدوث دوامة من العنف تكسر التهدئة التي تم التوصل اليها باتفاق وطني فلسطيني خلال حوار القاهرة. من جهة ثانية، أكد شهود عيانٍ أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بنقل بعض الجدران الأسمنتية المحيطة بالموقع العسكريّ القريب من المنطقة السودانية شمال غزة، وأوضحوا أنّ حركةً نشطة تشهدها الشاحنات الإسرائيلية في محيط مستعمرة «دوغيت» المقامة على أراضي المواطنين شمال غزة في الفترة الأخيرة. وأفادت مصادر صحافية عبريّة، تعقيباً على هذا الموضوع، أنّ جيش الاحتلال يغيّر من طرق انتشاره ونشر معدّاته ونقاطه العسكرية داخل المستعمرات تمهيداً للانسحاب من غزة ولمنع حدوث إطلاق نارٍ من قِبَل المقاومة الفلسطينية أثناء تنفيذ الانسحاب. وكانت قوات الاحتلال خفّفت من أبراج المراقبة القريبة من المستعمرات الثلاث «نيسانتيت» و«إيلي سيناي» و«دوغيت» المقامة على أراضي المواطنين شمال بيت لاهيا في الأسابيع القليلة الماضية، وتأتي هذه التغيّرات في إطار الاستعدادات للانسحاب من غزة. ٭ على صعيد آخر، أعلن مسؤول في اللجنة المركزية للانتخابات المحلية ان محكمة فلسطينية الغت أمس جزئيا الانتخابات في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة التي فازت فيها حركة حماس في الخامس من ايار (مايو) الماضي. وقال اسامة ابو صفية مدير اللجنة في غزة في تصريح صحافي ان محكمة بداية غزة قررت بعد جلستها أمس «الغاء الانتخابات في خمس محطات انتخابية (2817 ناخبا) في بلدة بيت لاهيا على ان يتم اعادتها خلال عشرة ايام وفقا للقانون الانتخابي». واشار الى ان قرار اعادة الانتخابات جاء بعد ان اقتنعت المحكمة بوجود اخطاء ومخالفات خلال عملية التصويت لم يذكرها. وكانت كتلة الوفاء التابعة لحركة (فتح) طعنت بنتائج الانتخابات التي حصلت فيها (حماس) على سبعة مقاعد من بين ثلاثة عشر مقعدا لمجلس بلدية بيت لاهيا حيث يبلغ عدد الناخبين في البلدة 22500 ناخب. وكانت محكمة فلسطينية ألغت جزئيا الثلاثاء الانتخابات البلدية في رفح (جنوب قطاع غزة) التي فازت فيها حركة (حماس) ايضا على اثر مخالفات في ربع مكاتب التصويت التي تتعلق ب 2700 ناخب من اصل 75000 ناخب. ووقعت صدامات في رفح غداة الانتخابات بين انصار من حركة (فتح) بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس كانوا يطالبون بالغاء الانتخابات، وبين انصار من (حماس).