اختزل الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش سياسته نحو منطقة "الشرق الأوسط الأوسع" بكلمة "الحرية"، بصفتها الوسيلة السحرية الى حل النزاعات السياسية وحشد شعوب المنطقة حليفاً لأميركا في حرب الارهاب. وقال: "انني اؤمن بأن اميركا مدعوة الى قيادة قضية الحرية في القرن الجديد"، بنبرة لها بعد الدعوة الدينية. وأوضح بوش في خطاب قبوله رسمياً ترشيح الحزب الجمهوري له لولاية ثانية انه متمسك بالنمط الذي سارت فيه ادارته، وسيمضي به في ولاية ثانية، متباهياًَ "بنجاح استراتيجينا"، بما فيها حربا افغانستانوالعراق، ورابطاً بين ارهاب 11 ايلول سبتمبر عام 2001 وبين نظام صدام حسين في العراق لتيرير حرب العراق. وقال ان قيام "مجتمعات حرة في الشرق الأوسط" وقيام "حكومات حرة" سيجعلها "تحارب الارهابيين بدلاً من ايوائهم". واختتم الحزب الجمهوري ليل الخميس مؤتمره في نيويورك بتأكيد مركزية القدرات العسكرية الاميركية في الحرب على الارهاب، وابراز شخصية بوش كقائد قادر على حماية اميركا، واظهار منافسه الديموقراطي جون كيري بأنه ضعيف ومتردد يفتقد صفات القيادة. وأعلن بوش في خطاب قبوله الترشيح ان هذه الانتخابات ستصمم "كيفية رد اميركا على خطر الارهاب المستمر". وعرض ما فعله ما بعد اعتداءات 11 ايلول متعهداً "الدفاع عن اميركا مهما اقتضى ذلك". وشدد بوش على "البقاء في وضع هجومي، نضرب الارهابيين في الخارج لئلا نضطر الى مواجهتهم هنا في بلادنا". وكرر بوش في خطابه ان ادارته تعمل من أجل "الدفع بالحرية الى الشرق الأوسط الأوسع"، مشدداً على "إيماني بالحرية كقوة تغيير". وقال ان مواطني افغانستانوالعراق، بتقبلهم الحرية، "سيبعثون رسالة الأمل في كل أنحاء تلك المنطقة المهمة". وتابع: "سيسمع الفلسطينيون الرسالة بأن الديموقراطية والاصلاح في متناولهم، وكذلك السلام مع صديقتنا الجيدة، اسرائيل". وأعلن انه مع "تقدم الحرية، قلباً بقلب، أمة بأمة، ستصبح اميركا أكثر أمناً وسيصبح العالم أكثر سلماً". وقال: "أومن بأن الملايين في الشرق الأوسط يتوسلون ويلتمسون حريتهم، بصمت. وأومن بالحرية أساساً ووسيلة ودافعاً، لأنها هدية الله لكل رجل وامرأة في العالم". وزاد: "هذا القرن الشاب هو قرن الحرية... وبتعزيز الحرية في الخارج سنبني عالماً أكثر أمناً". وعزا بوش الى "نجاح استراتيجيتنا" ما تقوم به افغانستان لمحاربة الارهاب، وباكستان في اعتقالها القادة الارهابيين والسعودية في دهمهم وإلقاء القبض عليهم، وليبيا في تفكيك برامج اسلحتها و"جيش العراق في حربه من أجل الحرية"، وقال ان ثلاثة أرباع "القاعدة" اعتقل أو قتل. وربط بوش بين 11 أيلول وصدام حسين، وتساءل: "هل أنسى دروس 11 أيلول وأصدق كلمة مجنون صدام حسين؟ أم اتخذ اجراء للدفاع عن بلادنا؟". وزاد ان هجمات 11 أيلول "تفرض على بلدنا التفكير بصورة مختلفة. يجب علينا، بل سنقوم بمواجهة التهديدات ضد أميركا قبل فوات الأوان".