حكمت محكمة صنعاء الجزائية امس بالاعدام على اثنين من المتهمين الاسلاميين الستة في قضية الاعتداء على المدمرة الاميركية كول في 12 تشرين الاول اكتوبر في ميناء عدن الذي اوقع 17 قتيلا بين عناصر المارينز الاميركيين. وصدر أحد حكمي الاعدام بحق عبد الرحمن الناشري 38 سنة المعتقل حاليا في الولاياتالمتحدة، غيابيا. وحكم على المتهمين الاربعة الباقين في الهجوم الذي تبناه زعيم القاعدة اسامة بن لادن، بالسجن لفترات تتراوح من خمس الى عشر سنوات. وواكبت المحاكمة اجراءات أمنية مشددة داخل قاعة الجلسة وخارجها. ويشتبه في علاقة الناشري الزعيم المفترض السابق لتنظيم "القاعدة" في الخليج، بالاعتداءين على سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في آب اغسطس 1998 اللذين أوقعا 224 قتيلا. وبالاضافة الى الناشري حكمت المحكمة بالاعدام على جمال احمد البدوي 30 عاما. وصدر الحكم بالاعدام على المتهمين بعد ادانتهما من قبل المحكمة بتهمة "تشكيل عصابة مسلحة والمشاركة في اعداد وتحضير وتنفيذ الهجوم على المدمرة كول وارتكاب جرائم قتل"، وفق ما ذكر القاضي نجيب القادري لدى اعلانه الحكم اثر جلسة استمرت ساعة. وحكم على فهد أحمد القصع 30 سنة الملقب بابي حذيفة، بالسجن عشر سنوات وذلك لادانته بتهمة "الاشتراك في عصابة مسلحة والاشتراك في تصوير الهجوم". وحكم على مأمون أحمد أنصوة 30 سنة بالسجن ثماني سنوات وذلك بتهمة المساهمة "في تزوير وثائق رسمية للانتحاريين" اللذين نفذا الهجوم وهما ابراهيم الثور وحسان الخامري. وحكم على المتهمين علي محمد صالح المركب 30 سنة ومراد سعيد السروري 27 سنة بالسجن خمس سنوات بعد ادانتهما بتهمة "تزوير وثائق رسمية واوراق هوية لعدد من افراد المجموعة بينهم الناشري". ودفع المتهمون منذ انطلاق المحاكمة في السادس من حزيران يونيو ببراءتهم من التهم المنسوبة اليهم. وتابع جلسة المحكمة اقارب المتهمين الذين قالوا على الفور انه سيتم استئناف الحكم. وقال محمد البدوي والد احد المحكوم عليهما بالاعدام "الحكم ظالم ونحن سنستأنفه" وطلب من "رئيس الدولة باعتباره رئيس مجلس القضاء الاعلى التدخل لتخفيفه". من جانبه قال خالد القصع شقيق المتهم الثالث انه سيطلب استئناف الحكم على اخيه. وقال "المحكمة بنت احكامها على أدلة غير واضحة ومجرد اعترافات انتزعت من المتهمين في السجن". واضاف "هذا حكم أعد بشكل مسبق وله طابع سياسي". ورفضت ممثلة لوزارة العدل الاميركية واكبت الجلسة التعليق على الحكم الذي تلقاه المتهمون الخمسة الحاضرون في المحكمة بهدوء. وقال جمال البدوي "هذا حكم الولاياتالمتحدة ... وهو مرسوم بشكل مسبق من قبل الولاياتالمتحدة التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وتنتهك هذه الحقوق في سجن ابو غريب"، في اشارة الى فضيحة تعذيب مساجين عراقيين بأيدي جنود اميركيين في سجن ابو غريب قرب بغداد. واضاف ان من حكموا عليه "يأتمرون بأمر اليهود والنصارى وليس الايمان والاسلام". يشار الى ان الناشري الذي يعتبر العقل المدبر للاعتداء، اعتقل في تشرين الاول اكتوبر 2002 في الامارات العربية المتحدة وسلم الى الولاياتالمتحدة حيث لا يزال معتقلا.