وسط اجراءات أمنية مشددة، عقدت المحكمة اليمنية المتخصصة في قضايا "الارهاب" أولى جلسات محاكمة 6 متهمين، احدهم غيابياً، بالضلوع في تفجيرات المدمرة الاميركية كول أواخر عام 2000 قبالة سواحل مدينة عدن، بحضور ممثلين عن وزارة العدل الأميركية. وكانت هذه المحاكمة تأجلت مراراً منذ أربع سنوات بسبب خلاف في وجهات النظر بين الحكومتين اليمنية والأميركية، اذ طلبت الأخيرة تأجيلها الى حين اكتمال المعلومات، في حين تسعى السلطات اليمنية الى اغلاق الملف نهائياً عبر القضاء اليمني، خصوصاً ان واشنطن رفضت تسليم المتهم الرئيسي عبدالرحيم الناشري يمني الى الحكومة اليمنية. وكانت السلطات الأميركية تسلمت الناشري من دولة الامارات التي اعتقلته مطلع العام الماضي. وقرر رئيس المحكمة القاضي نجيب القادري إعلام المتهم الأول عبدالرحيم الناشري بأنه مطلوب للعدالة، وإلزام المتهمين الآخرين، وهم جمال البدوي ومأمون أحمد سعيد وفهد محمد القصع وعلي محمد صالح ومراد صالح حسين، بتوكيل محامين لهم للدفاع عنهم أمام هيئة المحكمة الجزائرية المختصة في جلسة الاربعاء المقبل، بعدما رفضوا الرد على لائحة الاتهام التي تلاها المدعي العام وكيل النيابة سعيد العاقل. وطلب المتهمون من هيئة المحكمة التأكيد في محضر الجلسة أنهم يوكلون كلاً من المحاميين محمد ناجي علاو وعبدالعزيز السماوي. ووجهت النيابة العامة تهمة شن هجوم على المدمرة "كول" في عدن أسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً وجرح 33 آخرين وتشكيل عصابة مسلحة محظورة والانتماء الى تنظيم "القاعدة" وحيازة أسلحة والتعريض بأمن اليمن ومصالحه. وجاء في بيان الاتهام ان المتهمين خططوا لعملية تفجير المدمرة عام 1997 بقيادة المدعو عبدالرحيم الناشري المعروف باسم "الملاّ بلال" والمعتقل حالياً في الولاياتالمتحدة. وقالت ان المتورطين في العملية تلقوا تدريبات في افغانستان ثم اشتروا قارباً بحرياً مدنياً من مدينة جيزان السعودية باسم مزور ونقلوه الى عدن. وعاد الناشري وقتذاك الى عدن واتفق مع المجموعة على استهداف إحدى الناقلات. وجاء في لائحة الاتهام ان المتهم جمال البدوي قام بتدريب فهد القصع على استخدام الكاميرا لتصوير العملية ولتسليم مفاتيح البيت الذي سيتم التصوير فيه بالاضافة الى اعطائه جهاز نداء بيجر لابلاغه بأن يستعد للتصوير عندما يظهر الرمز 1010 على شاشة البيجر. وكان القصع سافر الى افغانستان وتدرب هناك في معسكر لتنظيم "القاعدة" على صناعة المتفجرات وعلى استخدام سلاح مضاد للطائرات وانواع اخرى من الاسلحة. أما المتهم مراد صالح حسين فقام بتزوير عدد من البطاقات للمتهمين من الاحوال الشخصية في محافظة لحج بمبالغ تتراوح بين الفين وثلاثة آلاف ريال يمني في مقابل البطاقة الواحدة التي ساعدت في استخراج جوازات سفر تمكن المتهمين من التننقل بها بين اليمن والسعودية وباكستان وافغانستان. ونقل بيان الاتهام عن شهود بينهم مؤجر البيت في عدن الذي تم فيه التخطيط للعملية أن المتهمين استعانوا به وبشخص آخر لانزال القارب الى البحر في مقابل 10 آلاف ريال يمني. وبناء على قرار الاتهام فإن المتهمين الاربعة الأوائل يواجهون عقوبة الاعدام او الحبس لمدة لا تقل عن 20 عاماً بحسب القانون اليمني، فيما يواجه المتهمان الخامس والسادس عقوبة السجن بتهمة التزوير.