أدانت محكمة يمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب أمس الأربعاء ستة متهمين من بين 18 متهما بالتخطيط والتنفيذ لحادثة تفجير المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن في الحادث الذي أودى بحياة 17 من جنود البحرية الأمريكية وجرح 30 آخرين العام 2000.وقضى الحكم الصادر عن المحكمة الجزائية المتخصصة ،بإعدام المتهمين عبد الرحيم الناشري الذي حوكم غيابياً والمعتقل لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية وجمال البدوي وسجن المتهمين فهد القصع عشر سنوات ومأمون أمصوه 8 سنوات لإدانتهم بتصوير عملية التفجير وسجن علي المركب ومراد السروري 5 سنوات لإدانتهما باستخراج هويات شخصية بأسماء مزورة لمنفذي عملية التفجير. كما قضت المحكمة بمصادرة المضبوطات الخاصة بالقضية ،وإتاحة فرصة نصف شهر من تاريخ صدور للمتهمين لاستئناف الحكم ،ودفع أتعاب المحامي المنصب من قبل المحكمة للدفاع عن المتهم الأول عبد الرحيم الناشري التي قدرها القاضي بنصف مليون ريال تدفع من الخزينة العامة للدولة.وأعلن المتهمون الحاضرون رفضهم الحكم الصادر عن المحكمة ووصفوه بانه جائر وغير متوقع واتهموا المحكمة الاستجابة لضغوطات خارجية لإصدار إحكامها ضدهم وطالبوا باستئناف الحكم .وهذه الدفعة هي الثانية التي يصدر بحقها احكام قضائية من بين المتهمين من أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن المدانين بارتكاب أعمال إرهابية وتغيب عن جلسة اليوم التي حضرها ممثلون عن السفارة الأمريكية محامي المتهمين عبد العزيز السماوي . وكانت المحكمة بدأت أولى جلساتها للنظر في القضية في السابع من يوليو الماضي وعقدت أكثر من 10 جلسات للاستماع إلى أقوال المدعي العام ومحامي الدفاع . ومثلت قضية كول إحدى القضايا التي ظلت مثار خلاف بين السلطات اليمنية والأمريكية إلا أن واشنطن قبلت في الأخير بتقديم المتهمين للعدالة حيث ضمت السفارة الأمريكية دعواها في القضية إلى الدعوى التي قدمها ممثل الإدعاء العام في اليمن كما حضر ممثلو السفارة الأمريكية جميع جلسات المحاكمة. وطبقا لقرار الاتهام المقدم من النيابة العامة فقد بدأ الترتيب للهجوم على المدمرة كول عام 1997 عندما سافر المتهم الأول عبد الرحيم الناشري (المعتقل حاليا في واشنطن ) إلى أفغانستان وعاد إلى عدن واتفق مع شخص يدعى طه الأهدل في الحديدة لشراء قارب بمبلغ 9 آلاف ريال سعودي أوصله الناشري إلى عدن بعد أن وقع عقد شرائه باسم مزور (عبده حسين محمد). ونقل القارب إلى الحديدة حيث يقيم الأهل من وإلى احد المنازل في مدينة البريقة بعدن التي استأجرت للغرض وفيها حوش اتسع للقارب الذي يصل طوله إلى 10 أمتار بعرض مترين وتم التعاقد مع المؤجر باسم مزور أيضاً. حسب قرار الاتهام فقد درب جمال البدوي فهد القصع على استخدام الكاميرا لتصوير العملية وتسليم مفاتيح البيت الذي سيتم التصوير منه بالإضافة إلى إعطائه جهاز نداء آلي لإبلاغه بأنه يستعد للتصوير عندما يظهر الرمز 1010 على الجهاز. وكان فهد القصع سافر إلى أفغانستان وتدرب على صناعة المتفجرات ومضاد الطيران وعدد كبير من الأسلحة. أما مراد صالح السروري فقد اتهم بتزوير عدد من بطاقات الهوية للمتهمين من الأحوال الشخصية في محافظة لحج بمبالغ تتراوح بين 2000 إلى 3000 ريال يمني مقابل البطاقة الواحدة والتي تم على ضوئها استخراج جوازات سفر تم التنقل بها بين اليمن وباكستان وأفغانستان. ونقل قرار الاتهام عن شهود بينهم مؤجر البيت الذي تم فيه التخطيط للعملية في البريقة بعدن والذي قال للنيابة أنه تمت الاستعانة به واثنين آخرين بإنزال قارب إلى البحر في الساعة العاشرة من صباح يوم 11 اكتوبر 2000 ،مقابل عشرة آلاف ريال يمني وتم جر القارب بعربة تقودها سيارة نيسان غير مجمركة كان قد اشتراها (الناشري) من أبين. الناشري.. المحكوم عليه غيابيا بالإعدام البدوي لحظة الحكم بإعدامه