غلّف الحزب الجمهوري مرشحه جورج دبليو بوش بشعار "عالم أكثر أمناً، وأميركا أكثر أملاً" ليل اختتام المؤتمر أمس الخميس بقبول بوش رسمياً الترشيح الجمهوري للرئاسة. وكان متوقعاً ان يبني بوش على سجله كرئيس لأربع سنوات ويتقدم بوعود حماية أميركا والحاق الهزيمة بالعدو الارهاب. وأفاد عدّ الكلمات التي وردت في الخطب في أول ثلاثة أيام ان كلمتي "الحرب" و"الحرية" ذكرتا أكثر من غيرها وأن اسم المرشح الديموقراطي، جون كيري، ذكر تكراراً وبصورة الهجوم عليه ووصفه ضعيفاً غير قادر على القيادة خصوصاً في وقت الحرب. وكرر المؤتمر عناوين أساسية للحزب الجمهوري جاء بعضها على لسان بوش مثل الحروب من أجل الحرية، والحرب بين الخير والشر، وضرورة تبني العقيدة الاستباقية لتوجيه ضربات عسكرية قبل تلقيها. وأمضى الحزب الجمهوري ليلة "لئيمة"، مساء الاربعاء، كان نجمها كل من نائب الرئيس المحافظ ديك تشيني المرشح لمنصب نائب الرئيس لولاية ثانية، والسناتور الديموقراطي المرتد عن حزبه، زيل ميللر ولاية جورجيا، الذي ألقى خطاباً غاضباً انصب بالحقد على المرشح الديموقراطي كيري، متهماً الحزب الجمهوري باللاوطنية بسبب تطرقه الى السياسة الخارجية بدلاً من القوة العسكرية الضرورية لضمان تفوق اميركا وحمايتها. وتبنى الحزب الجمهوري في الليلة الثالثة من مؤتمره الذي يعقده في نيويورك نبرة التهكم على الأممالمتحدة واتهام كيري باعطائها صلاحية القرار عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي الأميركي. ورسم المؤتمر لديك تشيني خلال الأيام القليلة الماضية صورة "جدّ أميركا" من خلال احاطته تكراراً باحفاده لابنته ليز لالتقاط صور له تجعله الجدّ الحنون المطمئن. واعتلى تشيني المنصة في حديقة "ماديسون سكواير" خالعاً عنه صبغة الجد الحنون ليلبس قناع الملاكم ليوجه لطمة تلو الأخرى ضد كيري بتصويره مبعثراً يفتقد القدرة على القرار بلؤم يناهض لؤم زيل ميللر. وتعمد تشيني بعث الخوف والرعب في قلوب الأميركيين من خلال ربط العدو الارهاب، بقدراته على امتلاك أسلحة الدمار الشامل من خلال السوق السوداء وليس فقط امتلاك الدول لقدرات تطوير هذه الأسلحة. وتباهى بانجازات ادارة الرئيس جورج دبليو بوش في محاربة الارهاب، في افغانستان، في حرب العراق، ودورها في دفع ليبيا الى كشف ما تمتلكه من برامج وخطط لامتلاك أسلحة الدمار الشامل. وقال تشيني: "ان الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم هو سقوط أسلحة الدمار الشامل في أيدي الارهابيين". وزعم ان ادارة بوش نجحت في انهاء الاتجار بهذه الأسلحة في أكثر من مكان وخصوصاً في السوق السوداء التي وفرت تكنولوجيا الأسلحة النووية الى ليبيا والى ايران وكوريا الشمالية. وقال: "لقد تم اغلاق" تلك الشبكة، و"تم افلاس أسوأ مصدر لانتشار الأسلحة النووية ونحن أكثر أمناً نتيجة ذلك". وأضاف تشيني ان ادارة بوش "وضعت سياسات جديدة وأوجدت مؤسسات جديدة لحماية أميركا، لإيقاف عنف الارهابيين في مهده، ولمساعدة الشرق الأوسط بعيداً عن الكراهية والتحقير في اتجاه السلام الدائم الذي لن يأتي به سوى الحرية". وفي معرض تحقيره لجون كيري وسجله وتطلعاته ومواقفه قال تشيني ان هدف السياسة الاميركية الأخيرة ليس ارضاء القليل ممن ينتقدونها، وان جورج دبليو بوش أوضح الفارق بين "قيادة تحالف" وبين "الرضوخ لمعارضة القلة". وأعلن تشيني ان بوش "لن يطلب أبداً الاذن للدفاع عن الشعب الأميركي". وفيما برزت نبرة التحريض وتبرير كل شيء باسم الحرب على الارهاب، اتخذت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها أمس موقفاً جريئاً متحدية جورج بوش أن يكفّ عن الهوس بالعراق واعفاء اسرائيل من المحاسبة. وجاء في الافتتاحية "اذا أراد السيد بوش ان يتحدث بجدية عن الارهاب الليلة مساء الخميس، عليه ان يتحدث ايضاً عن اسرائيل". وتابعت: "قد يذهب العراقيون الى مراكز الاقتراع للتصويت، لكن الشرق الأوسط سيبقى مهداً للارهاب اذا لم يتمكن الفلسطينيون من العيش بأمل حياة "معقولة في أرض لهم بعض السيطرة عليها".