جددت المفوضية الاوروبية أمس تأييدها اجراء انتخابات في العراق في كانون الثاني يناير المقبل، رغم تزايد المخاوف الأمنية، مؤكدة ان هناك "درجات من الديموقراطية" وان حتى الانتخابات غير المثالية لها قيمتها. وتوقع مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج تزايد العنف في العراق كلما اقترب موعدا الانتخابات الأميركية والعراقية. ورداً على تصريحات أدلى بها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بأن اجراء الانتخابات مستحيل في ظل انعدام الأمن، اكدت ناطقة باسم المفوضية اهمية اجرائها. وقالت ايما ادوين الناطقة باسم مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد كريس باتن "هناك ارادة قوية لاجراء تلك الانتخابات". واضافت ان المفوضية ستواصل تقديم الدعم على شكل تمويل وخبرات وبعض أشكال المراقبة. وأقرت بوجود مخاوف أمنية الا أنها قالت ان "الديموقراطية ليست امراً مطلقاً ... وهناك درجات من الديموقراطية. ربما تكون انتخابات غير مثالية، مفيدة". وأوضحت "ليس من الضروري ان تمتلك تلك الانتخابات كل المزايا التي نتوقعها في باريس او برلين". وجاءت تصريحاتها بعدما حذر الملك عبدالله الثاني في حديث الى صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية انه "من المستحيل تنظيم انتخابات لا تشوبها شائبة في ظل الفوضى التي تعم العراق حالياً". وحذر العاهل الاردني من خطورة الاقتراح الذي تقدم به وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد باجراء انتخابات جزئية في مناطق يعمها السلام في العراق في كانون الثاني المقبل، "لأن مثل تلك الانتخابات قد تستثني المناطق السنية المحيطة ببغداد حيث تتركز المقاومة المسلحة". وقال رجل دين شيعي بارز اليوم الثلثاء ان آية الله العظمى على السيستاني أعلى مرجع للشيعة في العراق اعرب عن مخاوفه من ان العراق لا تتوافر فيه بعد الشروط اللازمة لاجراء انتخابات نزيهة. واثارت هجمات المقاتلين على القوات الاميركية والعراقية الوليدة الشكوك في امكان اجراء الانتخابات التي ترى واشنطن انها خطوة مهمة نحو الديموقراطية. واستمرار تأييد السيستاني بالغ الاهمية لنجاح تلك المساعي. وقال عبدالعزيز الحكيم العضو البارز في "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" للاذاعة الايرانية ان السيستاني اعرب عن مخاوفه، واشار الى ان اللوائح والشروط التي وضعت للانتخابات غير مناسبة وان هناك مشاكل ومؤشرات سلبية. واضاف ان السيستاني سيتابع المسألة، مشيراً الى ضرورة ضمان عقد انتخابات حقيقية واحترام التفويض الشعبي. وكان السيستاني قال انه يجب اتخاذ الاجراءات المناسبة للانتخابات، لكنه اصر على انه عقدها في موعدها. وقال مساعد للزعيم الشيعي مقتدى الذي وافق على دعم الانتخابات في اطار اتفاق النجف انه لن يشارك فيها وأنه يعتقد بأنها ستكون مستحيلة طالما بقيت القوات الاجنبية في العراق. ولم يتحدث الحكيم تحديدا عن المشاكل التي يشير اليها السيستاني. الى ذلك، توقع ارميتاج في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت أمس تزايد العنف مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية. وقال: "نتوقع على كل حال ارتفاع وتيرة العنف لأنهم المسلحون العراقيون الذين يسعون الى تعكير انتخاباتنا كما فعلوا في اسبانيا، وتعكير الانتخابات العراقية التي يرفضونها بشكل مطلق". واضاف: "بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي واشنطن نظل مقتنعين ان الديموقراطية والانتخابات أمران ممكنان في العراق"، من دون ان يحدد موعداً دقيقاً للاستحقاق.