قتلت اسرائيلية بقذيفة هاون أطلقها فلسطينيون في قطاع غزة في وقت تشهد اسرائيل حال استنفار أمني متقدم تحسباً لعمليات محتملة خلال "عيد الغفران" اليهودي. وأوضح ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان قذائف هاون أطلقها فلسطينيون أصابت مستوطنة "نيفيه دكاليم" جنوب قطاع غزة، وأصاب أحدها منزلاً، ما أدى الى مقتل اسرائيلية وجرح آخر. وردت القوات الاسرائيلية على قصف "نيفيه دكاليم" بقصف مخيم خان يونس القريب من المستوطنة، ما أدى الى جرح فلسطينيين أحدهما طفل في الرابعة من عمره. وأفادت الاذاعة الاسرائيلية ان القتيلة شابة من القدس كانت تزور المستوطنة. وتبنت حركة "الجهاد الاسلامي" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس هذا القصف في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس". كما لفت مصدر أمني فلسطيني الى أن قصفاً بقذائف الهاون استهدف مستوطنة "موراغ"، من دون أن يسفر ذلك عن اصابات. وعلق مستشار لرئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون على القصف: "الفلسطينيون يستمرون بأعمالهم القاتلة بنية واضحة لمنع اسرائيل من المضي بخطة انسحابها الأحادي من قطاع غزة". وتابع: "يريد الفلسطينيون أن تستمر المواجهة وستفعل اسرائيل ما في وسعها للرد على الاستفزازات ومنع هذه الهجمات القاتلة من الاستمرار". كما أعلن ناطق باسم المستوطنين أن عرض شارون دفع تعويضات مالية الى مستوطني غزة المستعدين لقبول تعويضات الدولة وترك منازلهم، لم يؤد إلا الى تشجيع الناشطين الفلسطينيين. وأضاف: "لن نفاجأ اذا كتبت عبارة... من شارون مع حبي... على قذائف المورتر". في غضون ذلك، كشف مصدر أمني أن القوات الاسرائيلية اعتقلت ليل أول من أمس 13 ناشطاً فلسطينياً ملاحقين في الضفة الغربية. من جهة ثانية، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز ليل أول من أمس، تعليمات بتشديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية وقطاع غزة حتى انتهاء صوم يوم الغفران. واتخذ هذا القرار في نهاية اجتماع أمني عقده موفاز وشارك فيه قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل. وعند انتهاء الصوم مساء السبت، ستعقَد جلسة أخرى لتقويم الوضع مجدداً واتخاذ قرار بما يتلاءم والأوضاع الأمنية. وأوعز موفاز إلى قوات الجيش بفرض طوق على مدينتي نابلس وجنين اللتين يفوق عدد الإنذارات الأمنية المتعلقة بهما عدد هذه الإنذارات في مدن فلسطينية أخرى. وقال موفاز إن حركة الفلسطينيين يجب أن تقيّد على محاور المرور والتدقيق في عمليات التفتيش التي يجريها الجيش على الحواجز مع اقتراب العيد. وبعد انتهاء الاجتماع، شارك موفاز في اجتماع أمني آخر، دعا إليه رئيس الوزراء أرييل شارون شارك فيه رئيس الأركان الاسرائيلي موشي يعالون. في هذا الاطار، أعلنت الشرطة الاسرائيلية أن آلافاً من عناصرها يدعمهم متطوعون انتشروا في المراكز العمرانية وأبرز مفترقات الطرق وفي المناطق "الحساسة" مثل حائط المبكى ومحيط المدينة القديمة في القدس. وتمركز عناصر من الشرطة أيضاً في محيط المدافن التي يزورها اليهود تقليدياً قبل "يوم الغفران" احياء لذكرى الذين سقطوا في حرب تشرين الاول اكتوبر 1973 العربية - الاسرائيلية. ويصوم اليهود خلال "يوم الغفران" لمدة 24 ساعة تخصص للصلاة وتحظر حركة السير باستثناء اجهزة الطوارئ مثل سيارات الاسعاف والشرطة والاطفاء وفي المناطق العربية. وتوقفت حركة النقل العام تدريجياً ليل أمس، فيما أغلقت المطارات، ومن بينها مطار بن غوريون الدولي حتى مساء اليوم. وستخضع كل المعابد للحماية من عمليات محتملة وسيُنشر حارس مسلح واحد على الأقل في كل منها. ونصب الجيش وحرس الحدود العديد من الحواجز على طول "الخط الأخضر" الفاصل بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وأخضعت الطرق المؤدية الى القدس لمراقبة مشددة جداً. وكانت المدينة المقدسة مسرحاً لنحو نصف العمليات الانتحارية التي شنتها المنظمات الفلسطينية المسلحة منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول سبتمبر 2000. وكرر جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي "شين بيت" تقديراته بأن المجموعات المسلحة الفلسطينية قد تكون تخطط لنحو 40 هجوماً يومياً. وأُغلقت أراض الضفة الغربية وقطاع غزة باحكام منذ عيد رأس السنة اليهودية 16 ايلول، وسيبقى هذا الاجراء سارياً حتى نهاية عيد المظلة في 8 تشرين الاول، كما أعلن قائد الشرطة. منطقة القدس ايلان فرانكو.