دعا مؤتمر الأحزاب و"اللقاء التشاوري" وهيئات المجتمع المدني والنقابات الى الالتفاف حول الشرعية اللبنانية المتمثلة برئيس الجمهورية اميل لحود "من اجل تشكيل فريق إنقاذ وطني قادر على إزالة الخلل في التوازن وتنقية العلاقات اللبنانية - السورية من اي ثغرات"، كما دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والمعارضين الى "المشاركة الفاعلة في مسيرة الحوار والإصلاح والوفاق". عقد اللقاء في فندق الكومودور في بيروت وحضره وزراء ونواب حاليون وسابقون، ونقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم، وممثلون عن قوى وأحزاب سياسية ونقابات تحت عنوان "دفاعاً عن حرية وسيادة لبنان تجاه التدخلات الخارجية ودفاعاً عن الثوابت الوطنية والقومية". وتحدث في مستهل اللقاء رئيس "اللقاء التشاوري" النائب قبلان عيسى الخوري الذي تم بالإجماع تبني كلمته واعتبارها البيان الختامي. وقد ألقاها نيابة عنه لأسباب صحية، نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، ومما جاء فيها ان "روح ميثاقنا الوطني توجب علينا احترام مبدأ الحوار وثقافة الاختلاف من دون ان يؤدي ذلك الى إلغاء الآخر او تهميشه او إبعاده، وإن اي مس بهذه الروح هو مس بجوهر الكيان اللبناني، وأن النظام الديموقراطي البرلماني هو المثال الحي لحق المعارضة في الوجود وممارسة دورها الوطني". ودعا المعارضة الى "ان تكون تحت سقف النظام والشرعية الدستورية لا ان تتحول الى رافضة لهما، مؤكداً ان تعديل الدستور والتصويت على التمديد "اصبحا جزءاً اساسياً من الدستور اللبناني ومن هنا ندعو وبكل اخلاص النائب جنبلاط ابن البيت اللبناني العريق كما ندعو جميع الزملاء المعارضين الى المشاركة الفاعلة في مسيرة الحوار والإصلاح والوفاق لأنه لا يجوز في هذه الظروف الداخلية والإقليمية الضاغطة ان تكون مواقفنا الداخلية معبراً وجسراً يستفيد منه الخارج لضرب وحدتنا القائمة على التوازنات الوطنية الدقيقة التي قام عليها لبنان". وأكد "رفض لبنان النهائي للتوطين والتقسيم"، مشدداً على ضرورة "المحافظة على الثوابت الوطنية وعدم الانجرار وراء اي مواقف ظرفية قد تؤدي الى إزالة هذه الثوابت". كما شدد على "حق لبنان في مقاومة الاحتلال ورفض وصفها بالإرهاب، والحرص على تطبيق ميثاق الأممالمتحدة وقراراتها الشرعية، وهذه شروط اساسية لتطبيق القرار الرقم 1559". وأكد ان "الوجود العسكري السوري في لبنان اسهم ولا يزال يسهم في تأمين الاستقرار الأمني في لبنان وهو شرعي وموقت ومبني على اتفاقية التنسيق والتعاون بين البلدين، وإعادة الانتشار تتم اليوم التزاماً بمضمون اتفاق الطائف". وناشد الجميع "الالتفاف حول الشرعية المتمثلة برئيس البلاد كي نستطيع معاً وكما تمنى البطريرك الماروني نصر الله صفير وقيادات لبنانية صادقة تشكيل فريق إنقاذ وطني قادر على إزالة الخلل في التوازن وتنقية العلاقات مع سورية من اي ثغرات وصولاً الى تأمين الوفاق الوطني الشامل". الفرزلي يحذر من النهج الانقلابي وفي كلمته الشخصية قال الفرزلي: "يجب ان يكون الخطاب السياسي اللبناني موجهاً الى الداخل وليس الى الخارج"، مشيراً الى ان "عدم الاستقرار في لبنان يعني عدم الاستقرار في سورية"، ومحذراً من "النهج الانقلابي، ولافتاً الى ضرورة التطلع الى النهج الاعتراضي الذي له اصول في الدستور". وشددت الكلمات الأخرى على ضرورة الحوار والوفاق ودعم الدولة اللبنانية وسورية وعدم المراهنة على القوى الخارجية، وعلى الارتباط اللبناني بسورية امناً ومصيراً. ورفضت ان تتحول المعارضة حالاً انقلابية يستفيد منها الخارج لضرب الوحدة الداخلية. الى ذلك، اكد وزير الصحة سليمان فرنجية ان "اهم شيء هو ايجاد مناخ من الثقة في البلد وإزالة حال التشكيك، وفي هذه الحال لم يطلب من احد ان يغير عقل احد". وقال فرنجية بعد لقائه رئيس الحكومة رفيق الحريري في السرايا الكبيرة في اول لقاء بينهما منذ مدة طويلة: "هناك جو جديد ونتطلع الى رسم جديد للسياسة في لبنان، وكل واحد يعود لأخذ موقعه، ونحن في موقعنا ونتمنى ان يعود كل واحد الى موقعه". وعن السياسة المتبعة، قال: "لا نزال في مكاننا"، داعياً الى "انتظار الوضع الإقليمي والدولي لنرى ماذا سيحصل". وأضاف: "هناك خيارات امامنا ونحن خيارنا في الخندق مع سورية، ونحن خيارنا في السياسة الى جانب الخط الذي آمنا به منذ خلقنا حتى اليوم، فإذا خسر نخسر وإذا ربح نربح". وأكد فرنجية انه "مع وجود اقصى المعارضة في الحكومة، فلبنان يجب ان يمثل كل الناس، فإذا كان هناك اناس في المعارضة ونستطيع ان نأتي بهم الى الحكومة فليأتوا الى الحكومة ويعطوا رأيهم". سائلاً: "لماذا يجب ان يبقى هؤلاء منبوذين من الدولة؟". وأيد تمثيل "لقاء قرنة شهوان" في الحكومة. من جهة ثانية، اعتبر الحزب الشيوعي اللبناني ان لقاء البريستول اول من امس لم يكن لقوى اليسار والديموقراطية لأنه ضم اضافة الى من نحترم دوره الديموقراطي، قوى لها السبق في المراهنة على التدخل الخارجي والطائفية ولا تتمتع بصدقية"، ورأى ان "اللقاء الذي لم ندع له ما زال يحمل آثار المتاريس السابقة".