بيروت - "الحياة" - انطلق "اللقاء النيابي التشاوري" مساء امس ب42 نائباً مسيحياً في البرلمان اللبناني، هم اعضاء في كتل نيابية مختلفة إما موالية للحكم او صديقة لسورية، في محاولة لاقامة توازن سياسي على الساحة اللبنانية مع القوى المعارضة، في مواضىع الخلاف لا سيما الوجود العسكري السوري. وإذ تؤدي ولادة اللقاء التشاوري هذا الى إحداث توازن، كما يأمل اركانه، في الحوار الذي قرر رئيس الجمهورية اميل لحود رعايته وبدأ التحضير له باستقباله اركان "لقاء قرنة شهوان"، المعارض يوم الجمعة الماضي، فإن الغرض من قيامه ايضاً إحداث فرز سياسي بين قوى معارضة وأخرى موالية، وهو فرز قد يحكم الحياة السياسية اللبنانية حتى نهاية العهد الحالي في العام 2004. وحضر اللقاء في حرم البرلمان، 42 نائباً ووزيراً في مقدمهم اعضاء الكتل النيابية التي يتزعمها رئيسا المجلس النيابي نبيه بري، والحكومة رفيق الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والوزير سليمان فرنجية، اضافة الى نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي وكتلة المتن برئاسة النائب ميشال المر وممثلين لأحزاب السوري القومي الاجتماعي، الكتائب، الطاشناق، الهانشاق، والرامغفار. غياب فارس وحلو وافرام وكان لافتاً غياب نائب رئيس النواب: بيار حلو، جورج افرام، بشارة مرهج اعتذر لتمثيله رئيس الجمهورية اميل لحود في المؤتمر القومي لدعم سورية بينما حضر 7 وزراء من النواب. وغاب أيضاً النائب جورج نجم عضو كتلة الوفاء للمقاومة حزب الله الذي عزا السبب الى ان عدم اشراكه في اللجنة التحضيرية دفعه الى التريث في تلبية الدعوة، لكن "الحياة" علمت ان لغيابه سبباً آخر يتعلق بقرار الحزب عدم الدخول في محاور سياسية وفي رغبته بالبقاء على علاقة بالجميع ليوفر الغطاء الداعم للمقاومة في وجه أي ضغوط قد تتعرض لها. وتجدر الاشارة الى غياب إثني عشر نائباً من غير النواب الى "لقاء قرنة شهوان" 10 نواب، علماً ان بعض الغائبين ممثلون في اللقاء التشاوري، ما عدا فارس بويز وفريد الخازن ونعمة الله أبي نصر، ما يعني غياب كلي لنواب كسروان، اضافة الى عدم مشاركة نقولا فتوش، وموريس فاضل. قال احد اعضاء اللقاء ل"الحياة" انه سيكون اطاراً مستمراً وقد يتوسع ليشارك فيه نواب مسلمون وفقاً للتطورات السياسية. وأكد القيادي ان اللقاء سيتجنب تقديم نفسه على انه قوة مسيحية منافسة ل"لقاء قرنة شهوان"، ويتطلع الى اثبات حضوره السياسي، حتى لا يحتكر أي طرف الصوت المسيحي. وثيقة معتدلة واستيعابية وذكر العضو نفسه ان صياغة الوثيقة التي ستصدر عن اللقاء "هادئة واستيعابية للاجواء المسيحية، تتوخى الاعتدال من دون كلام فوق السطوح لكننا لن نخجل في المجاهرة بعلاقتنا بسورية اذا كانت الوثيقة مرنة، تغيب عنها التعابير الخشبية كي تتمكن من التوجه الى المسيحيين جميعاً وعموم اللبنانيين". ولفت الى ان اللقاء سيبادر الى طرح مسألة العلاقات اللبنانية السورية من زاوية التأكيد على تصحيح الخلل في حال وجوده انما من خلال المؤسسات في الدولتين في ضوء الاتفاقات المعقودة. ورأى ان جديد اذ كان الرئيس السوري بشار الأسد طرحه عندما تحدث عن ضرورة التعاون لتكون العلاقة بين البلدين نموذجاً للعلاقات العربية العربية". وأكد ايضاً على ضرورة السير قدماً في فرز المواقف على اساس وطني من اجل تغليب تيار الاعتدال على التطرف للتخلص من الانقسامات المذهبية والطائفية. ورأى ان الحوار ضروري، مشيراً الى دعم اللقاء لدور رئيس الجمهورية اميل لحود في رعايته. وبالنسبة الى العلاقة مع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير أوضح العضو في اللقاء التشاوري ان بعض اعضائه كان تمنى على بكركي رعاية هذا اللقاء أسوة برعايتها "لقاء قرنة شهوان" من خلال انتداب مطران انطلياس يوسف بشارة اليه انطلاقاً من ان البطريركية ليست طرفاً ولا مصلحة لها في الانحياز لطرف. وأوضح نائب رئيس الحكومة عصام فارس "ان عدم مشاركته في اللقاء يعود الى قراره البقاء خارج التكتلات الطائفية مع تقديره للمشاركين". وأكد وجوب تحويل الخطاب الطائفي الى اقتصادي اجتماعي. وذكر انه اعتذر عن عدم ترؤس لجنة وزارية من وزراء مسيحيين لدرس التوازن الطائفي. وأكد وقوفه مع الحوار متمنياً حصول لقاء تشاوري حقيقي يرعاه رئيس الجمهورية اميل لحود، حول الثوابت. كما أكد الوزير بيار حلو، بعد لقائه الرئيس لحود، وقوفه مع الحوار. "التصدي للشوائب ليس بطرح المنتمين الحكومة عصام فارس والوزراء