حمل حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان بعنف على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وقال في بيان أصدرته القيادة القطرية التي يترأسها الوزير عاصم قانصوه، إن النائب جنبلاط "تجاوز كل الخطوط الحمر وانقلب على روحية الطائف ونسف الأسس والتوازنات الوطنية التي قام عليها". وانتقد "تحول جنبلاط الى أحد المشككين بمقومات الوفاق الوطني القائم على الحوار والمشاركة". وسأل: "ماذا تغيّر في الأوضاع على الحدود وفي مزارع شبعا حتى يتحوّل جنبلاط في شكل دراماتيكي من مدافع عن نهج المقاومة وعن حق لبنان في تحرير أرضه، الى مشكك بهذا الدور، معتبراً ان الجنوب حرّر كاملاً وان لمزارع شبعا وضعاً قانونياً دولياً عالقاً، وهو ما يعني ان على لبنان الاذعان للأمر الواقع والاستغناء عن المقاومة وإرسال الجيش الى الحدود ليكون حارساً لأمن اسرائيل بدل ان يكون شريكاً للمقاومة في الدفاع وتحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في مزارع شبعا". واستهجن البعث "موقف جنبلاط، الأشد غرابة وهو التلويح باللجوء الى المحاكم الدولية". وقال: "هنا تكمن خطورة مثل هذه الدعوات بخلفياتها وتوقيتها وهو يعلم ان مثل هذه المحاكم لها اختصاص محدد بحسب القانون الدولي وهو محاكمة مجرمي الحرب فأين مصلحة جنبلاط في "جرّ الدب الى كرمه؟". ولفت الى "ان للمعارضة أصولاً وقواعد وأعرافاً يقرها النظام الديموقراطي في لبنان ولكن ما هو مستهجن ومشكوك فيه هو التحوّل الذي يستهدف الأمن الوطني واستقراره وسلمه الأهلي". وتخوّف من "تصميم جنبلاط على جعل نفسه قناعاً بل رأس حربة للمعارضة في مشروعها التآمري ضد سورية والمراهنة على متغيرات ومؤشرات خارجية تؤدي - بحسب زعمها - الى فرض واقع جديد في ما يستهدف سورية ولبنان". وانتقد البعث المواقف الصادرة عن حركة اليسار الديموقراطي عبر الياس عطاالله وتصريحاته الاخيرة، معتبراً انها "تنم عن تقاسم ادوار وخطط موضوعة تتبادلها المعارضة من على منابرها ومن خلال وسائل الاعلام بهدف واحد هو ملاقاة حملة الضغوط الأميركية - الاسرائىلية في منتصف الطريق الأمر الذي يؤكد ارتباطها بمشروع واحد هو معاداة سورية والتنكر لدورها القومي تجاه لبنان". ورأى ان "تصريحات ومواقف بعض المعارضين تخطت حدود النقد البناء باعتمادها أسلوب الافتراء والتحريض والضرب على أوتار العصبيات الطائفية والمذهبية". وأكد البعث ان خلاص لبنان هو في الالتفاف حول العهد ونهج الرئيس اميل لحود الوطني والقومي. سعيد يرد ونصح عضو "لقاء قرنة شهوان" النائب فارس سعيد في بيان رداً على بيان حزب البعث "الذي تطاول على النائب جنبلاط واعتبر ان المعارضة متآمرة على سورية"، جميع المعنيين ب"الامتناع الفوري عن إلقاء التهم ضد المعارضة من جهة وأن يُدركوا ان وليد جنبلاط ثابت وليس عابراً في الحياة السياسية اللبنانية وقد يكون من القلائل الذين يتمتعون بالقدرة على الاستمرار على رغم تبديل الظروف السياسية". وقال النائب غازي العريضي ان الرأي العام مقتنع بأن هناك محاولة لتطويع جنبلاط، وأكد ان "هذه المحاولة لن تنجح"، آملاً في "ألا يستخدموا اساليب الترهيب والعنف والتخاطب بالسيارات المفخخة كما حصل مع الوزير مروان حمادة". ولفت في حديث صحافي الى ان "الاتصالات المباشرة والجدية مقطوعة مع سورية لأن جماعة البخ ونفخ السموم تفوقت علينا".