خاضت مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم "التوحيد والجهاد" بقيادة الاسلامي الاردني "ابو مصعب الزرقاوي" حرب شوارع فعلية في قلب بغداد على بعد مئات الامتار من "المنطقة الخضراء" التي تضم مقرات الحكومة العراقية الموقتة وقيادة التحالف والسفارة الاميركية وسفارات اخرى. وشن المسلحون الذين تمكنوا من تدمير دبابة اميركية هجمات كرّ وفرّ انطلاقاً من الاحياء والأزقة المتفرعة من شارع حيفا حيث رفعوا راياتهم السود التي تحمل شعارهم. واستخدم الاميركيون في الرد الطائرات المروحية لكن معظم الضحايا الذين سقطوا في قصفها كانوا من المدنيين، ومنهم صحافي فلسطيني يعمل في قناة "العربية" كان يغطي القتال. وبلغت حصيلة اليوم الدامي 42 قتيلاً بينهم ثلاثة جنود بولنديين في الحلة، وأكثر من 50 جريحاً. وتزامن التصعيد في القتال مع إقرار وزير الخارجية الأميركي كولن باول بوجود "صعوبات أمنية" وبأن "الولاياتالمتحدة أخطأت في حساباتها" في العراق، رابطاً اجراء الانتخابات المقبلة بانهاء الفوضى الأمنية. وفيما قال باول إن لدى واشنطن خطة لسحق "المتمردين" العراقيين في مدن عدة و"اخضاعهم للسيطرة" قبل الانتخابات، أعلن رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي الذي تلقى امس تهديداً جديداً بالقتل من الزرقاوي أن 12 فوجاً عراقياً سينشرون في جميع المحافظات، ما سيؤمن "طفرة نوعية" في هذه القوات على الصعد التسليحية والتدريبية والانتشار. وأقرّ باول في حديث الى محطة "أن بي سي" التلفزيونية بأن "التمرد المسلح يستعر، وهذا ما نراه يومياً ولا شك فيه"، مضيفاً: "انها مرحلة صعبة ونعمل للسيطرة" على الوضع. وأكد باول "عدم وجود نية حاليا عند أي طرف في تأجيل الانتخابات" مضيفاً أنه "عندما تتم السيطرة على المتمردين، سيشاهد العالم العراقيين يتدبرون شؤونهم قي انتخابات آمنة ونزيهة". ووعد باول العمل في هذا الاتجاه من خلال تكثيف الجهود الأمنية في "المثلث السني" ومناطق "الكوفة والنجف والسامراء"، لخلق مناخ مناسب للترشح والاقتراع. وصرح باول بأن "القسم الأكبر من البلاد سيكون في وضع مريح للانتخابات لو اجريت الشهر المقبل. لدينا بالتالي الوقت لمواجهة التحديات التي تعترضنا". وقال المحلل العسكري في معهد "كاتو" الاميركي: "الان اجرؤ على القول بأننا نخوض حرباً تشبه فيتنام على نحو متزايد ولكنها في الصحراء وليس في الادغال". وقال ستيفن ميتز الخبير في حرب العصابات في كلية الحرب التابعة للجيش الاميركي الذي يعد دراسة عن المقاومة العراقية "من الواضح ان بعض اوجه التفوق التكنولوجي الاميركي ستتلاشى، ليس لأن العدو مؤلف من رجال حرب عصابات وانما لكونه ينشط في بيئة حضرية واننا لن نستطيع اجبارهم على التجمع في مكان واحد ثم نسفهم بالقنابل العنقودية مثلما في القتال التقليدي". وتوقع استمرار المقاومة العراقية عشر سنوات. وفي البصرة التي زارها امس، قال علاوي الى أن "العمليات الارهابية" أدّت الى مقتل ثلاثة الاف عراقي وجرح 12 ألفاً آخرين، وكشف أنه سيزور الولاياتالمتحدة حيث سيلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش ومسؤولين في الأممالمتحدة والدول المانحة. وذكر أنه سأل في لقاء خاص وفداً من أهالي الفلوجة والرمادي "ماذا تريدون: عودة صدام أم زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن؟". وتابع: "قلت لهم إن كان هذا ما تريدون، فسنلاحق من يحمل هذه الاهداف من بيت الى بيت"، مضيفاً: "أخبرتهم: ادخلوا العملية السياسية واذا فزتم افعلوا ما تريدون واطلبوا من القوات المتعددة الجنسية مغادرة البلاد". وفي شأن أمن المنشآت النفطية في جنوبالعراق، قال علاوي: "ستهيأ جميع المستلزمات اللازمة لحماية المنشآت النفطية بالتعاون مع القادة العسكريين للسيطرة على الانفلات الأمني". وفي الموصل، أعلن مسؤول في الشرطة أن اربعة من عناصر الشرطة في المدينة قتلوا وأصيب ثلاثة أخرون بجروح في هجوم بالرشاشات تعرضت له عربة كانوا يستقلونها من قبل مسلحين مجهولين. في غضون ذلك، هدد بيان باسم "الجهاد الاسلامي في العراق" ب"ذبح" الرهينتين الايطاليتين سيمونا توريتا وسيمونا باري في حال لم تنسحب القوات الايطالية في غضون 24 ساعة.