سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علاوي يأمر بالهجوم الشامل لاستعادة الفلوجة ... والزرقاوي خارجها . بوش وافق على العملية ورامسفيلد اعتبرها طويلة ، اعلان الطوارئ واغلاق الحدود مع الاردن وسورية ، 3 قتلى و45 جريحاً بتفجير كنيستين في بغداد
بدأت القوات الأميركية، يساندها الجيش العراقي الجديد، أمس هجوماً شاملاً على الفلوجة اعتبره وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد معركة صعبة وطويلة، وسيطر الأميركيون على حي الجولان، بعدما تلقوا الضوء الأخضر من رئيس الوزراء اياد علاوي الذي فاجأ وحدات الحرس الوطني المساندة للأميركيين بزيارته، وبعدما أعلن حال الطوارئ واقفال الحدود مع الأردن وسورية. وفيما اعتبر رئيس هيئة الاركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان هذه المعركة "لن تكون الاخيرة"، اتصل وزير الخارجية كولن باول بعواصم عدة شارحاً اسباب الهجوم. واعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش اقر الهجوم. وأعرب رئيس هيئة الأركان العراقي بابكر زيباري في تصريح إلى "الحياة" عن اعتقاده بأن زعيم تنظيم "قاعدة الجهاد" أبو مصعب الزرقاوي ليس موجوداً في الفلوجة، فيما أصدرت هيئة علماء المسلمين بياناً حذرت فيه الحرس الوطني من المشاركة في الهجوم على المدينة، لأن ذلك "من الكبائر". ولم يصدر أي رد فعل عربي عدا دعوة مصر والأردن "كل الأطراف" إلى تجنب قتل المدنيين. وأعلن وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أن اسم العملية "الفجر"، في حين اطلق عليها الأميركيون اسم "الشبح الغاضب". وفيما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل احد جنودها واصابة اخر، قُتل أمس ثلاثة عراقيين واصيب 40 بتفجير سيارتين مفخختين استهدفتا كنيستين في بغداد، كما قُتل ثلاثة جنود أميركيين في هجمات متفرقة. وانتقد علاوي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على ما جاء في رسالته إليه التي دعاه فيها إلى حل سلمي للفلوجة، واعترف بأن الانتخابات المزمع عقدها في كانون الثاني يناير المقبل معرضة للخطر. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضابط في "المارينز" أن قواته اقتحمت حي الجولان شمال شرقي الفلوجة مساء أمس، وسيطرت على محطة للقطارات، تحت غطاء كثيف من القصف البري والجوي. وأضاف ان "المقاتلين أبدوا مقاومة شرسة". وكانت القوات الاميركية والعراقية الخاصة سيطرت فجر أمس على المستشفى الرئيسي في مدينة الفلوجة من دون معارك وكذلك على جسرين فوق نهر الفرات. فيما تحركت عربات "همفي" تقل عناصر "المارينز" بعد حلول المغرب مباشرة باتجاه مواقع امامية على مشارف المدينة. واستخدمت القوات الاميركية عربات برمائية لعبور نهر الفرات، فيما قصف الطيران مواقع في الفلوجة كان مسلحون يطلقون النار منها. وبدأت الحرب النفسية بين الجيش الاميركي والمسلحين، فأكد الاميركيون ان الطرف الآخر يعمد الى تخويف السكان في حين يعلن المقاتلون انهم يعتقلون جنوداً عراقيين واميركيين. والقيت منشورات ليل الاحد - الاثنين فوق المدينة تدعو المسلحين الى الاستسلام. وتعاني المدينة من نقص في المياه والكهرباء والمواد الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية. حال طوارئ وكان علاوي أمر علناً القوات الأميركية والعراقية بمهاجمة الفلوجة والرمادي، وفرض حظراً للتجول بدأ سريانه مع غروب شمس أمس. وقال إنه منح القوات المتعددة الجنسية هذه الصلاحية. مضيفاً: "نحن عازمون على تطهير الفلوجة من الإرهابيين". وزاد انه لا يستطيع التكهن بمدة العملية، لكنه شدد على أن القوات العراقية ستستهدف "المتمردين". وأعلن باسم علاوي حال الطوارئ في كل أنحاء العراق ما عدا منطقة كردستان شمال البلاد لمساعدة الحكومة الموقتة التي تدعمها الولاياتالمتحدة على سحق المقاومة. وتابع علاوي انه قرر أيضاً تطبيق قانون الطوارئ وفرض حظر التجول على مدينتي الفلوجة والرمادي واغلاق مطار بغداد الدولي لمدة 48 ساعة. ولم يقل شىئاً عن المدة التي ستستغرقها حال الطوارئ. وقال انه استخدم كل السبل السياسية لتجنب شن هجوم عسكري، ولكنه خلص الى ان المتمردين لا يعنيهم التوصل الى حل سلمي. واضاف في مؤتمر صحافي انه ليس لديه خيار آخر سوى اللجوء لهذه الاجراءات لحماية الشعب العراقي من هؤلاء "القتلة" وتحرير أهالي الفلوجة حتى يمكنهم العودة لديارهم. واعلن علاوي تشديد القيود على الحدود مع الأردن وسورية قائلاً انه لن يسمح إلا بدخول السلع الضرورية. علماء المسلمين الى ذلك، دعت هيئة علماء المسلمين قوات الأمن العراقية الى الامتناع عن القتال في صفوف القوات الاميركية. وقالت في بيان: "نهيب بكل القوات العراقية، الحرس الوطني وأجهزة اخرى غالبيتها مسلمون، ان تحذر من ارتكاب خطأ فادح هو اجتياح المدن العراقية تحت لواء قوات لا تحترم أي دين ولا حقوق الانسان". وحذر البيان الجنود العراقيين من "الانخداع بأنكم تحاربون ارهابيين من خارج البلاد"، مؤكداً ان القتال سيكون موجهاً ضد سكان المدينة وانه سيستهدف رجالها ونساءها واطفالها وان "التاريخ سيسجل كل نقطة دم تريقونها في قمع شعب أمتكم". وأضاف البيان: "أخطأتم حين شاركتم قوات الاحتلال باجتياح النجف الأشرف وحذار ان تكرروا الخطأ ذاته في الفلوجة وتذكروا ان الاحتلال زائل". في بغداد، أعلن الجيش الأميركي ومصادر طبية أن سيارتين مفخختين انفجرتا خارج كنيستين مساء أمس، وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل واصابة 45 آخرين بجروح. وقال شهود ان سيارة دمرت الجدار الخارجي لإحدى الكنيستين واشعلت حريقاً في المنزل المجاور لها في منطقة الدورة. الى ذلك، انتقد علاوي الأممالمتحدة، وجاء في رسالة بعث بها الى أمينها العام: "فوجئت قليلاً لعدم ذكر رسالتك الفظائع التي ارتكبتها المجموعات" الارهابية، مشدداً على ان "اللوم في العنف والمصاعب في العراق يجب ان يلقى على عاتقها". وزاد: "أوافق على تفضيلك للحل السياسي على الحل العسكري، لكنني لم أجد في رسالتك خطة جديدة أو استراتيجية جديدة تتعدى هذا التفضيل القوي". واعتبر علاوي بأن "الانتخابات معرضة للخطر" الآن مع انه افتتح رسالته مؤكداً بقوله: "انني مصمم على المضي بالانتخابات حسب موعدها". وأضاف: "لست مستعداً ان اسمح لهذه المجموعات ان تمارس الفيتو ضد الديموقراطية في العراق أو ان تستمر بارهاب الأكثرية الساحقة من العراقيين الذين يريدون العيش في سلام وحرية".