سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علاوي يؤكد أن حياد فرنسا لم يجنبها الإرهاب وموسى يناشد خاطفيهما اطلاقهما . ادانات عربية واسلامية لخطف الصحافيين تشيد بمواقف فرنسا "المؤيدة" لقضايا المنطقة
اتسعت دائرة الادانات عربياً واسلامياً لخطف الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو، ففيما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى نداء ملحاً الى كل "ذوي الصلة" بعملية الخطف لاطلاقهما "في أسرع وقت"، دانت "منظمة المؤتمر الاسلامي" العملية واعتبرت أنها "تلحق الضرر بالاسلام والمسلمين". وقال موسى خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه: "أناشد جميع المسؤولين أو ذوي الصلة بهذا الموضوع ان ينظروا الى النتائج المترتبة على ذلك لدى الرأي العام الفرنسي وهو رأي عام صديق"، مضيفاً: "أناشد الجميع أن ينهوا هذا الموضوع في أسرع ما يمكن حتى نتجنب نتائج لسنا في حاجة اليها". وشدد موسى على أن "سياسة فرنسا العربية معروفة ومقدرة كما ان علاقات الاسلام والغرب موضوع معقد جداً والأمر يقتضي منا العمل على نشر التفاهم وليس الايذاء والايذاء المتبادل فالأمر خطير جداً" وأكد أن الجامعة العربية تجري اتصالات مع أطراف عراقية في محاولة لاطلاق الصحافيين. في غضون ذلك، اعتبر رئيس الحكومة العراقية الموقتة اياد علاوي في حديث لصحيفة ايطالية ان خطف الصحافيين الفرنسيين يؤكد أن "الحياد غير ممكن" في العراق وأن الذين "لا يقاتلون" الى جانب الحكومة ليسوا "في منأى عن الارهاب". وأضاف علاوي في مقابلة مع صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" الإيطالية: "لا يمكن لأي بلد متمدن ان ينأى بنفسه ... الحرب على الارهاب يجب ان تكون شاملة لأن التحدي شامل وليس هناك من حياد ممكن كما أكد ذلك خطف الصحافيين الفرنسيين". وتابع أن "الوضع لا يوفر أحداً والذين لا يقاتلون معنا سيجدون أنفسهم قريباً وفي بلدهم في مواجهة الإرهابيين". وقال: "سيكون الفرنسيون واهمين ان ظنوا بأنهم سيبقون خارج اللعبة ... وابتزاز المتطرفين اليوم بات يطالهم أيضاً". واضاف أن "اغتيال الصحافي الايطالي انزو بالدوني وخطف هذين الصحافيين الفرنسيين ربما يقنع وسائل الاعلام الدولية ان تسمي المجرمين الذين ينشطون في العراق باسمهم الحقيقي: الإرهاب وليس المقاومة". وأعرب علاوي عن الجمل ب"التعاون" مع أوروبا لمكافحة الارهاب الدولي، خصوصاً ان تتمكن الاستخبارات العراقية من الوصول الى "بنوك المعلومات لنظيراتها الاوروبية". وأكد: "لا يمكننا فعلاً أن نأمل بضرب الاعداء الذين اكرر انهم اعداء الجميع وليس الحكومة العراقية فقط إلا باقامة جبهة واحدة". ورداً على سؤال عن بقاء قوة ايطالية قوامها ثلاثة آلاف رجل، قال علاوي: "في الوقت الراهن نحن في حاجة اليهم... وفي كانون الثاني يناير المقبل سيكون لدينا انتخابات تعتبر مرحلة أساسية على طريق الديموقراطية ثم علينا ان نعزز قوات الجيش والشرطة، وعندما يصبح في إمكاننا ان نقف على اقدامنا من دون مساعدة ستكون حاجتنا الى الحلفاء أقل". في هذا الاطار، أعرب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عبدالواحد بلقزيز عن استنكاره الشديد لعملية خطف الصحافيين الفرنسيين في العراق، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات لا تعود إلا بالضرر والخسارة على الإسلام والمسلمين وقضاياهم في كل مكان والأضرار بالقضية العراقية نفسها. وأوضح بلقزيز في بيان صحافي امس، أن الدين الاسلامي الحنيف والعالم الاسلامي كله يشجب خطف الابرياء وترويعهم، كما أنه يرفض الربط الواهي بين قضية الحجاب في فرنسا والوضع الراهن في العراق. وناشد الجهات المؤثرة إلى بذل كل الجهود الممكنة لإطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين، وإقناع الخاطفين بأن استعداء الدول الصديقة بهذه الكيفية أمر لا يقره العقل، ولا يخدم المصالح العليا للمسلمين والعالم الإسلامي، معرباً عن أمله بأن يتحلى الجميع بالحكمة والتعقل للخروج من هذه الأزمة بإطلاق المخطوفين وتجنيب العراق والعالم الإسلامي مزيداً من المشاكل. "مراسلون بلا حدود" في الوقت ذاته، دعت منظمة الدفاع عن الحريات الصحافية "مراسلون بلا حدود" خاطفي الصحافيين الفرنسيين الى الاستجابة للنداءات الاسلامية الملحة عبر العالم للافراج عن الصحافيين الفرنسيين. وقالت المنظمة في بيان انها "تحض خاطفي الصحافيين على الاستماع الى النداءات الصادرة من نواح عدة من العالم"، مشيرة الى أنهما "خبيران في قضايا الشرق الأوسط ويحترمان الاسلام ورفضا دائماً السعي وراء أخبار الإثارة". في القاهرة، دان "الاتحاد العام للصحافيين العرب" ونقابة الصحافيين المصريين، خطف الصحافيين الفرنسيين وقتل صحفي ايطالي في العراق، وطالبتا باطلاقهما فوراً. وجاء في بيان أصدرته الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب ان "عمليات خطف الصحفيين العاملين في العراق لن تؤدي الى تحرير العراق من قوات الاحتلال الاجنبية ولكنها على العكس تؤدي الى مزيد من تعقيد الأمور". في هذا الاطار، التقى وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه في القاهرة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس مجلس الافتاء الاوروبي الذي يتخذ من دبلن مقراً، في اطار اتصالاته للافراج عن الصحافيين الفرنسيين المخطوفين في العراق. وقال مدير مكتب القرضاوي الشيخ عصام تليمة إنه سيوجه نداء للافراج عن الصحافيين الفرنسيين عبر قناة "الجزيرة". وزاد ان مجلس الافتاء الاوروبي سيصدر بياناً يدعو فيه الى اطلاقهما. وجاء ذلك في وقت أصدرت جماعة "الأخوان المسلمين" بياناً في القاهرة دعت فيه الى اطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين. وقال البيان الموقع باسم المرشد العام للحركة حمد مهدي عاكف ان "المطالبة بالغاء أي قانون في بلد من البلدان لا يكون بهذا الاسلوب إذ لا علاقة للصحافيين الفرنسيين المخطوفين بصدور القانون" الذي يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية. في العراق، رأى المسؤول في هيئة علماء المسلمين الشيخ عبدالستار عبدالجبار أن موقف فرنسا تجاه العراق جيد، لافتاً الى ان الهيئة تعارض خطف أي صحافي. وأضاف ان الهيئة تدعو الخاطفين الى اطلاق الصحافيين المخطوفين فوراً. واجتمع ديبلوماسيون فرنسيون مع ممثلين للهيئة التي انشئت اثر إطاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين لتجميع صفوف الاقلية السنية. واعتبر علي الياسري منسق الاتصالات السياسية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أن خطف الصحافيين "غير اخلاقي وغير انساني"، مشيراً الى ان خطف أي صحافي "يشوه صورة العراق والاسلام". وفي دمشق، عارضت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" عملية الخطف وذكرت بموقف فرنسا المناهض للحرب على العراق وموقفها المتوازن في شأن النزاع في الشرق الأوسط.