دلت النتائج التي اعلنتها لجنة الانتخابات الشيشانية الى ان شريحة لا بأس بها من الناخبين الشيشان حجبت اصواتها عن كل المرشحين الرئاسيين. وحصل ابرز المرشحين اليو ألخانوف الذي حظي بدعم غير محدود من جانب الكرملين على نحو 74 في المئة من اصوات الناخبين، فيما توزعت النسبة الباقية على منافسيه الستة. وأثارت الأرقام التي اعلنتها اللجنة الشيشانية استغراب المراقبين خصوصاً انها تحدثت عن إقبال اكثر من 85 في المئة من الناخبين على صناديق الاقتراع. وشهد المؤتمر الصحافي الذي عقده عبدالكريم ارسخانوف رئيس لجنة الانتخابات جدلاً ساخناً مع الصحافيين الذين غطوا الاقتراع ومعظمهم اجانب، إذ رد بعنف على اسئلتهم بعدما ابدوا دهشتهم للأرقام المعلنة، في حين ان المراكز الانتخابية التي زاروها كانت شبه فارغة اول من امس. وأكد ارسخانوف في المؤتمر الصحافي الذي حضرته "الحياة" في غروزني، ان النسبة المعلنة مطابقة للواقع، متجاهلاً الرد على سؤال متكرر عن اسباب خلو العاصمة الشيشانية من سكانها خلال عملية الاقتراع. وفي اول تصريحات له بعد انتخابه رئيساً، تعهد ألخانوف بإعادة الأمن والاستقرار الى الجمهورية القوقازية. وقال ان المهمة الأساسية امامه تتركز في فرض قبضة امنية صارمة وملاحقة الانفصاليين والقضاء عليهم. وذكر الخانوف ان اجتماعاً عقد امس، في بلدة غوديرميس برئاسة رمضان قادروف نائب رئيس الوزراء ونجل احمد قادروف الرئيس الشيشاني الذي اغتيل في ايار مايو الماضي، انتهى بوضع خطة لتعزيز الإجراءات الأمنية في الجمهورية، في مؤشر الى توجه الرئيس الجديد نحو فرض رؤيته كوزير سابق للداخلية على سير عمليات ملاحقة المقاتلين وأنصارهم في المدن الشيشانية. وأكد ألخانوف ان "لا تراجع عن استراتيجية قادروف في مجال مكافحة الإرهاب"، مؤكداً رفضه المطلق إجراء اي محادثات مع قادة المقاتلين الذين دعاهم الى الاستسلام من دون شروط. وقال ان الجمهورية الشيشانية ستظل دائماً جزءاً لا يتجزأ من روسيا الاتحادية. وتعهد الرئيس الجديد العمل على النهوض بالاقتصاد الشيشاني. وقال ان عمليات إعادة الإعمار تقع على رأس سلم اولوياته كما اشار الى عزمه مواصلة نهج سلفه الذي قاد سياسة للتقارب مع العالمين العربي والإسلامي. الى ذلك، استأنفت المدن الشيشانية نشاطها امس. وبدا ان غالبية الشيشانيين غير مكترثين لنتائج العملية الانتخابية، وهو ما ظهر من خلال تعليقات عدد من سكان غروزني الذين تحدثوا الى "الحياة"، معربين عن احباطهم من عدم ظهور آفاق تحسين اوضاعهم المعيشية. وأشاروا الى استعدادهم للتعاون مع اي شخصية "إذا ضمنت تخليصهم من الأوضاع الحالية".