تشهد الجمهورية الشيشانية اليوم أول انتخابات رئاسية منذ اندلاع الحرب عام 1999 وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في الشيشان ومعظم المدن الروسية. وترجح التقديرات فوزاً سهلاً لمرشح الكرملين أحمد قادروف، فيما تصاعدت حدة التشكيك في نزاهة الانتخابات. وتوقعت مراكز دراسات الرأي العام إقبالاً كبيراً على صناديق الاقتراع، وأن يدلي نحو 70 في المئة من الناخبين بأصواتهم. غير أن مراقبين اعتبروا أن نسبة المشاركة العالية لا تعكس ثقة الشيشانيين في نزاهة العملية الانتخابية، لكنها جاءت بعد وعود من الإدارة الشيشانية الموالية لموسكو بأن "يسود الأمن بعد الانتخابات". ويتهم عديدون موسكو بممارسة ضغوط مباشرة على أبرز المرشحين أسفرت عن انسحاب منافسين أساسيين لقادروف هما آصلان بيك آصلاخانوف وعبدالمالك جبراتيلوف، فيما أقصي عدد آخر مثل رجل الأعمال المعروف مالك سعيدولايف، ما فتح المجال أمام قادروف الذي ينظر إليه باعتباره مرشح الكرملين ليكون المرشح البارز الوحيد. واتهمت جهات شيشانية موسكو بالعمل على تأمين "تغطية دولية" لقادروف خصوصاً بعدما اصطحبه الرئيس فلاديمير بوتين معه في جولات عدة خارجية خلال الحملة الانتخابية وأهمها الزيارة الأخيرة التي قام بها لواشنطن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويرجح معظم التقديرات فوزاً سهلاً لقادروف من دون الحاجة إلى جولة ثانية. وكان قادروف، وهو مفتي الشيشان السابق، حارب ضد الروس إلى جانب الرئيس الشيشاني الأسبق جوهر دودايف في الحرب الشيشانية الأولى. لكن موقفه انقلب مع بداية الحرب الثانية عام 1999 وغدا واحداً من أشد المقربين إلى الكرملين. من جهتهم، أعلن المقاتلون الشيشان رفضهم الانتخابات والنتائج التي ستترتب منها وتوعدوا بشن حرب لا هوادة فيها "لإجبار المحتلين على الانسحاب الكامل من الأراضي الشيشانية". واتخذت موسكو إجراءات أمنية غير مسبوقة شملت معظم المدن خصوصاً العاصمة موسكو. وفي القوقاز اتخذت احتياطات مشددة. وذكرت جهات في داغستان اتصلت بها "الحياة" أن تعزيزات كبيرة من رجال الشرطة انتشرت في شكل غير معهود في معظم المناطق السكنية. وتخشى موسكو أن يسعى المقاتلون إلى تنفيذ عمليات تفجير أو عمليات انتحارية ضخمة خلال عملية التصويت.