شهدت غالبية المناطق الشيشانية اقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع أمس، لانتخاب أول رئيس للجمهورية الشيشانية منذ اندلاع الحرب عام 1999. واعتبرت موسكو نجاح الانتخابات "هزيمة كبرى" للمقاومة الشيشانية ودليلاً على انتصار خط التسوية في الجمهورية القوقازية. وشارك أكثر من 70 في المئة من الناخبين الذين يصل عددهم الى نحو 200 ألف شخص، في التصويت لاختيار رئيس للبلاد. ولم تمنع عمليات اطلاق نار متفرقة والتحذيرات التي أطلقتها المقاومة الشيشانية من المشاركة في ما وصفته "مؤامرة روسية"، آلاف الشيشانيين من التوجه الى صناديق الاقتراع منذ ساعات الصباح الباكر. وأدلى أكثر من نصف الناخبين بأصواتهم قبل حلول الظهر. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية في الشيشان عبدالكريم ارساخانوف "شرعية" العملية الانتخابية بعد تحقيقها النصاب القانوني، إذ ينص الدستور الشيشاني الذي صوّت الشيشانيون لمصلحته في آذار مارس الماضي، على ان مشاركة 30 في المئة من الناخبين كافية لاعتبار الانتخابات شرعية. وأشار الى ان نسب المشاركة في كثير من المناطق فاقت كل التوقعات. ففي ثالث أكبر المدن الشيشانية ارغون التي تعد أحد معاقل المقاومة، بلغت نسبة المشاركة قبل نحو ساعتين من اغلاق صناديق الاقتراع أكثر من 60 في المئة، فيما وصلت النسبة في بعض المناطق الى نحو 90 في المئة. واعتبرت السلطات الشيشانية الموالية لموسكو نجاح الانتخابات انتصاراً كبيراً لنهج التسوية السياسية الذي بدأته روسيا في الجمهورية قبل نحو نصف عام. واعتبر القائم بأعمال الحكومة الشيشانية اناتولي بوبوف ان المشاركة الكثيفة تعد دليلاً على استقرار الأوضاع في الشيشان وسير عملية التطبيع في شكل جيد. وقال ان الانتخابات شكلت "هزيمة ساحقة" للمقاتلين الذين "حاولوا ترويع السكان لاجبارهم على عدم المشاركة". وذكر ناخبون شيشانيون في مخيمات اللاجئين في انغوشيا المجاورة انهم تلقوا رسائل تهديد. واللافت ان نسب المشاركة في أوساط اللاجئين وهي الجهات الأكثر تضرراً، بلغت ارقاماً قياسية. وكانت السلطات المحلية اتخذت سلسلة تدابير لتهدئة مخاوف السكان وحضهم على المشاركة. وأقيمت أمس حفلات موسيقية قرب غالبية المراكز الاقتراعية في الشيشان. وأعلنت الإدارة المحلية عن تقديم هدايا للراغبين في إحياء حفلات زفاف في يوم الانتخابات. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية ان النتائج الرسمية للانتخابات ستعلن يوم الأربعاء المقبل، فيما رجحت ان تعلن نتائج أولية في وقت مبكر صباح اليوم. وتشير التقديرات الى ان أحمد قادروف المرشح المدعوم من الكرملين سيحقق فوزاً سهلاً من الجولة الأولى. واعتبرت مصادر روسية ان انتخاب رئيس شيشاني سيغلق الى الأبد "ملف المقاومة الشيشانية ويطوي صفحة الرئيس اصلان مسخادوف الذي ما زالت المقاومة الشيشانية تعتبره رئيساً شرعياً منتخباً". وكان قادروف أدلى بصوته في لجنة انتخابية في مدرسة في قرية جنوب العاصمة غروزني. وتكهن بفوزه قائلاً: "لن تكون هناك جولة اعادة. أول قرار لي سيكون مرسوماً بتشكيل لجنة للتحقيق في كل الاعمال الاجرامية التي ارتكبت في جمهوريتي الشيشان وانغوشيا" المجاورة. ولم يعط قادروف مزيداً من التفاصيل، الا انه كان يشير الى اتهامات موسكو لرجال المقاومة بترهيب المدنيين ومهاجمتهم، كذلك الى اتهام جماعات حقوق الجنود الروس بانتهاك حقوق المدنيين. مكافأة لمن تلد صبياً يوم الانتخابات! اذاعت وكالة انباء "ايتار تاس" ان مكافأة تتجاوز قيمتها 300 دولار، ستمنح لكل شيشانية وضعت صبياً امس، لمناسبة الانتخابات الرئاسية في الجمهورية القوقازية. وأعلن اتحاد الملاكمة الشيشاني عن الجائزة التي تبلغ قيمتها 10 آلاف روبل 329 دولاراً، ما يعد مبلغاً كبيراً في الشيشان. وستحصل ممن تلد توأمين على مبلغ مضاعف. وقالت الوكالة ان مراسلها زار احد مستشفيات العاصمة غروزني حيث وجد 16 امرأة حاولن الولادة امس، طمعاً بالمكافأة.