أعلنت اللجنة المكلفة تقصي مصير المفقودين خلال الحرب البوسنية 1992-1995 أنها عثرت على مقبرة جماعية جديدة تضم رفات ما لا يقل عن 350 شخصاً، دفنوا في منجم قديم للفحم في قرية ميلييفيا القريبة من مدينة فوتشا جنوب شرقي البوسنة. ونقلت صحيفة "دنيفني آفاز" الصادرة في ساراييفو أمس، عن رئيس اللجنة عمر ماشوفيتش، انه "تمّ استخراج رفات 57 جثة تعود لسكان المنطقة المسلمين الذين اختفوا من معسكر اعتقال صربي في فوتشا في أيار مايو 1992، بينهم رجال ونساء وأطفال تمّ التعرّف الى العديد منهم بناء على الأوراق الخاصة والمواد الاخرى التي كانت في حوزتهم ومن خلال ملابسهم". وأضاف: ان هذه المقبرة هي الأكبر من نوعها المكتشفة حتى الآن في جنوب شرقي البوسنة، وتقع قرب مقبرة جماعية أخرى تضم رفات أكثر من مئة جثة كان عثر عليها الأسبوع الماضي. وأوضح ماشوفيتش "ان استخراج كل جثث المقبرتين تتطلب أسابيع عدة، لصعوبة العمل، بسبب عمق المنجمين الملقاة فيهما الجثث، إضافة الى انها مغطاة بقطع خرسانية وصخرية كبيرة". وأشار ماشوفيتش الى ان اللجنة الخاصة بمعرفة مصير المفقودين، تبحث في إنشاء مقبرة خاصة بجوار مدينة فوتشا لتضم كل جثث المقابر الجماعية التي عُثر عليها في المنطقة، نظراً لكثرتها، وذلك أسوة بالمقبرة التي أعدت لضحايا مدينة سريبرينيتسا شمال شرقي البوسنة. ومعلوم ان مدينة فوتشا 70 كلم جنوب شرقي ساراييفو كان يعيش فيها قبل الحرب البوسنية 41 ألف نسمة، يشكّل المسلمون 54 في المئة منهم والبقية من الصرب. وكانت من أوائل المدن التي سقطت بيد الصرب، بعد شهر من بدء الحرب، ونفذوا فيها تطهيراً عرقياً شاملاً. وتقع المدينة حالياً ضمن أراضي الكيان الصربي وتعتبر من معاقل المتشددين الصرب الذين يتخفى عندهم من وقت الى آخر زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وغيره من المتهمين بجرائم حرب.