عثر المحققون في جرائم الحرب البوسنية على مقبرة جماعية جديدة تضم 29 جثة يعتقد أنهم من المسلمين والكروات الذين اعتقلهم الصرب في معسكر "راسادنيك" القريب من مدينة فيسوكو، على بعد 20 كيلومتراً شمال غربي ساراييفو. وحضر المئات من ذوي المفقودين الى الموقع للتعرف على أصحاب الجثث من خلال ملابسهم وأسنانهم وما كان بحوزتهم من أغراض. وعلق مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جرائم الحرب دافيد شيفر على ذلك بقوله ان "المصالحة في البوسنة تتطلب معرفة مصير آلاف المفقودين وانزال العقاب بالجناة". الى ذلك، أفادت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس الجمعة عن اكتشاف مقبرة جماعية أخرى، قرب مدينة روغاتيتسا في شرق البوسنة. ونشرت الصحيفة صورة امرأة مسلمة مسنة تحاول التعرف على ذويها المفقودين من بين العظام ومخلفات القتلى في المقبرة. في غضون ذلك، أكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأميركية في تقرير لها أمس ان لديها أدلة جديدة تثبت استخدام الصرب غاز الاعصاب "بي زد" ضد المسلمين في مدينة سريبرينيتسا في شرق البوسنة أثناء حصارهم للمدينة في تموز يوليو 1995. وأضافت المنظمة ان استنشاق هذا الغاز السام، أفقد المدافعين عن سريبرينيتسا توازنهم واصابهم بهلوسة أدت بالضحايا الى قتل بعضهم بعضاً أو الانتحار، ما أتاح للصرب اقتحام المدينة بسهولة واعتقال سكانها الذين لا يزال حوالى 6 آلاف منهم في عداد المفقودين. ودعت المنظمة محكمة جرائم الحرب في لاهاي الى التحقيق في قضايا استخدام غازات سامة وأسلحة كيماوية أثناء الحرب البوسنية والاستماع الى شهادات الناجين من مذابح سريبرينيتسا وغيرهم. وأشارت المنظمة الى ان كلاً من رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش المتهمين بارتكاب جرائم حرب، يتحملان المسؤولية الرئيسية في استخدام المواد غير المشروعة.