تبنى الكونغرس الاميركي قراراً بالاجماع يعلن ان "الفظاعات" التي تحصل في اقليم درافور غرب السودان عملية "ابادة جماعية"، ويدعو البيت الابيض الى تدخل متعدد الاطراف او احادي الجانب لوقف العنف هناك. وفي استمرار للضغط الاميركي رفض وزير الخارجية كولن باول شكاوى السودان من ان واشنطن تتدخل في شؤونه الداخلية. وافق الكونغرس الاميركي أمس على قرار يعتبر ان الازمة الانسانية والحرب المندلعة في ولاية دارفور غرب السودان "ابادة جماعية"، وهو ما يأمل معه انصار القرار ان يضغط على الاممالمتحدة لتتخذ اجراء لحماية السكان في دارفور من الميليشيات العربية المغيرة. وحصل القرار على إجماع كل اعضاء مجلس النواب 422 صوتاً وعلى "موافقة مجلس الشيوخ". ونص القرار على "الاعلان بأن الفظاعات التي تحصل في دارفور هي عملية ابادة جماعية" مستنداً الى تصريحات منسق الانشطة الانسانية التابع للامم المتحدة في السودان من ان "العنف في المنطقة التي تعاني من الفقر موجه خصوصا ضد مجموعات إثنية ويبدو انه يحصل في شكل منتظم". ويحض القرار الرئيس جوح بوش على "تسمية الفظاعات باسمها الحقيقي: ابادة جماعية" ويطالبه بالتحرك لقيادة جهود دولية تمنع ذلك. الى ذلك، بحث وزير الخارجية الاميركي كولن باول مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في نيويورك سبل وقف الفظائع في منطقة دارفور وارسال المعونات الضرورية الى مليوني نسمة طردوا من قراهم على ايدي الجنجاويد. ورفض باول شكاوى السودان من ان واشنطن تتدخل في شؤونه الداخلية وقال انه يتوقع تصويتا ايجابيا على مشروع قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يهدد بفرض عقوبات على الخرطوم. وعلى الصعيد الأمني، ذكرت "حركة العدل والمساواة" إحدى حركتي التمرد في غرب السودان، ان الحكومة السودانية ضمت أكثر من 6000 من رجال الميليشيا الى قوات الشرطة النظامية ووزعت عليهم ملابس شرطة وسلمتهم اسلحة جديدة. وقال أبو بكر حامد النور المنسق العام للحركة ان الشرطة ومن بين افرادها عدد من رجال ميليشيا الجنجاويد هاجمت معسكرا للمتمردين الاربعاء الماضي في منطقة اورشي شمال الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وصرح بانه قبل ذلك بيومين قتلت ميليشيا جنجاويد اكثر من 30 وخطفت الكثير من النساء والاطفال من كفور الواقعة بين الفاشر وكتم على بعد نحو 120 كيلومترا الى الشمال الغربي. الى ذلك، اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف أمس ان اثنين من اللاجئين قتلا في عملية نفذها الجيش التشادي داخل مخيم يأوي لاجئين فروا من منطقة دارفور. وقال مسؤولون في المفوضية ان قوات تشادية توغلت الخميس في المخيم الواقع في فارشانا قرب بلدة ادري المتاخمة للحدود السودانية للسيطرة على اضطرابات واعتقال متورطين في هجمات حصلت اخيراً ضد موظفي المساعدات الانسانية. واوضح مسؤولو المفوضية انه لم تتوافر معلومات عن كيف لقي اللاجئان حتفهما. من جهة اخرى، نفت بعثة طبية مصرية عائدة من مخيمات النازحين في دارفور الادعاءات بحصول عمليات اغتصاب ارتكبها أفراد ميليشيا الجنجاويد لنساء القبائل الافريقية في المنطقة. وقال منصور حسن رئيس البعثة الطبية المصرية التي أمضت 21 يوماً لتقديم المساعدات الطبية للنازحين السودانيين في دارفور، إن البعثة زارت ثمانية مخيمات للنازحين وتجمعات سكانية عدة في شمال دارفور وغربها والتقت أعداداً كبيرة من النساء والفتيات ولم تتحدث أي منهن عن تعرضها للاغتصاب.