سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زار مخيمات اللاجئين في غرب السودان وأجرى محادثات مع ديبي في نجامينا قبل لقاء البشير في الخرطوم . أنان يحمل الخرطوم المسؤولية في دارفور : أسوأ كارثة انسانية في العالم اليوم
أجرى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان محادثات أمس مع وزير الداخلية السوداني اللواء عبدالرحيم محمد حسين وحاكم ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كير، خلال زيارته الفاشر كبرى مدن دارفور في غرب السودان، ودعا خلال المحادثات الحكومة الى السيطرة على ميليشيا الجنجاويد وليس القتال الى جانبها، مؤكداً ان الأممالمتحدة مستعدة للتعاون من أجل تجنب كارثة انسانية. ووصف انان الوضع في دارفور بأنه "أسوأ كارثة انسانية" في العالم حالياً، مشدداً على ان مسؤولية حماية المدنيين وفرض الأمن والنظام يقعان على عاتق الحكومة. وتعهد حاكم شمال دارفور ملاحقة الجنجاويد، وأنكر صلة الحكومة بهم، وقال انها لا تقاتل الى جانبهم لأن لديهم اجندتهم الخاصة. وتوقف انان في مخيم زمزم، وهو أحد 16 مخيماً تؤوي نحو 226 ألفاً من النازحين الذين هجروا قراهم بسبب المواجهات مع الميليشيات المسلحة. واستمع الى شكاوى النازحين التي تركزت على نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية والظروف القاسية التي يعيشون فيها، خصوصاً انهم يقطنون اكواخاً من القش، ويحاولون حماية انفسهم من الأمطار بأكياس من البلاستيك. واضطر انان الى الجلوس على الأرض للاستماع الى كبار السن من الرجال والنساء الذين ابدوا رغبتهم في العودة الى ديارهم، لكنهم خائفون من هجوم الجنجاويد مجدداً. وبدا انان حزيناً واغرورقت عيناه بالدموع عندما روى له بعض النازحين والفتيات ما تعرضوا له من انتهاكات مسيئة. ومن الفاشر انتقل انان الى نجامينا حيث اجرى محادثات مع الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي يتوسط بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. كما تفقد معسكرات اللاجئين السودانيين الذين فروا من الحرب. ويعود اليوم الى الخرطوم لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير ثم يواصل رحلته الى اسمرا ونيروبي واديس ابابا حيث يشارك في افتتاح القمة الافريقية. وتلقى انان تأكيدات من النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه قبل مغادرته الخرطوم الى دارفور ان الحكومة ستسعى بجد الى التوصل لاتفاق سلام مع المتمردين في الاقليم، كما فعلت مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وازالة العراقيل امام المساعدات الانسانية والسيطرة على الاوضاع الانسانية. الى ذلك وصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي انهى زيارة للسودان، الوضع في دارفور بأنه "كارثة" لكنه قال لمحطة "سي ان ان" امس ان الأزمة في دارفور التي زارها لا ينطبق عليها وصف "ابادة جماعية" حتى وان كانت "خطيرة جداً". وشدد على ضرورة التحرك العاجل من اجل انقاذ مئات الآلاف من النازحين واللاجئين الذين فروا الى تشاد المجاورة قبل حلول موسم الامطار. وحمل الحكومة مسؤولية الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الجنجاويد لأنها لم تفعل ما فيه الكفاية للجمهم، وتوفير الحماية لمواطنيها الذين تعرضوا الى هجوم لاانساني من ميليشيا يعتقد الكثيرون بأنها تحظى بدعم الخرطوم. وغادر باول بعدما حصل على تعهدات من الحكومة باستجابة مطالبه الثلاثة المتعلقة بإزالة العقبات امام الاغاثة والسيطرة على الجنجاويد وبدء محادثات مع المعارضة المسلحة في دارفور. لكن مسؤولاً حكومياً انتقد طرح الولاياتالمتحدة مشروع قرار في مجلس الامن ينص على فرض حظر على الاسلحة للميليشيات التي تقاتل في دارفور ومنع عناصرها من السفر. ويمهل مشروع القرار مجلس الامن 30 يوماً ليقرر في شأن احتمال توسيع دائرة العقوبات لتشمل افراداً ومجموعات اخرى يتحملون مسؤولية الانتهاكات في دارفور. وقال المسؤول ل"الحياة" ان المشروع الاميركي يشكك في نيات واشنطن المسبقة تجاه الخرطوم على رغم التزامها معالجة الاوضاع في دارفور.