أجرى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الامريكي كولن باول مساء امس محادثات في مطار الخرطوم تمحورت حول الازمة في دارفور التي كانت أحد موضوعات مباحثات باول مع المسؤولين السودانيين.وجرى اللقاء اثر عودة باول من زيارة الى دارفور (غرب السودان) دامت بضع ساعات حيث تفقد مخيما للاجئين. وغادر باول اثر ذلك السودان. وسيتوجه عنان اليوم الى منطقة دارفور المنكوبة قبل زيارة تشاد المجاورة للسودان والتي وفرت الملجأ لحوالي مئة الف لاجىء.واجرى عنان محادثات مع وزير الشؤون الانسانية السوداني ابراهيم محمود حامد الذي اكد ان السودان سيتعاون مع الاممالمتحدة في محاولة لتفادي كارثة انسانية في دارفور. ودعا الامين العام للامم المتحدة من جهته الى العمل سريعا من اجل تسوية هذه الازمة الانسانية. وقد تفقد باول مخيم ابو شوق للاجئين قرب الفاشر، كبرى مدن شمال دارفور. واندفع الاف النازحين السودانيين نحو وزير الخارجية الامريكي واحاطوه من كل جانب اثناء زيارته لمخيمهم. كان الحراس الشخصيون لباول وفريق عمله يرافقونه اثناء زيارته لمخيم ابو شوق حيث يقيم 40 الف نازح ينتمون الى قبائل ذات اصول افريقية فروا من قراهم هربا من هجمات ميليشيا الجنجويد العربية. ويضم المخيم الواقع قرب الفاشر، كبرى مدن شمال دارفور، نساء واطفالا يعيشون في ظروف قاسية. والتف الاف النازحين حول باول اثناء قيامه بجولة مشيا على الاقدام في الشوارع الضيقة المتربة للمخيم وسط درجة حرارة خانقة. وقال باول للصحافيين الذين كانوا يرافقونه اننا نتمنى ان نرى نهاية الاعمال العسكرية هنا باسرع ما يمكن، اننا نتمنى ان نرى باسرع ما يمكن الجنجويد (ميليشيا موالية للحكومة) وقد تم وضعها تحت السيطرة ونزع سلاحها واعيد افرادها الى قراهم الاصلية. وافادت الاممالمتحدة ان دارفور يتعرض لأسوأ ازمة انسانية في الوقت الراهن. وادى النزاع الذي اندلع في هذا الاقليم في شباط فبراير 2003 بين الحكومة المركزية والمتمردين الي سقوط قرابة 10 الاف قتيل ونزوح ما يزيد على مليون شخص من بينهم اكثر من مئة الف لجاوا الى دولة تشاد المجاورة. واعتبر باول أن عودة النازحين الى قراهم يتطلب انتهاء العنف وانتهاء الجنجويد. كما التقى باول والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر. وقالت مجهاس وهي شابة في السادسة والعشرين من عمرها كانت تتبع باول اثناء جولته بالمخيم ان الجنجويد قتلوا ابي واخي موضحة ان افراد الميليشيا ذبحوا ابيها وانها لن تشعر بالامان لوعادت الى منزلها. وكان باول وصل الى دارفور امس الاربعاء بعد ان وجه يوم الثلاثاء تحذيرا للحكومة السودانية بانها قد تتعرض لعقوبات دولية ما لم تتحرك سريعا من اجل ايجاد حل للنزاع في دارفور. وخلال لقاءين عقدهما مساء الثلاثاء مع الرئيس السوداني عمر البشير ووزير خارجيته مصطفي عثمان اسماعيل، وضع باول ثلاثة شروط لحكومة الخرطوم: اولا ان تسيطر على الميليشيات العربية الموالية للحكومة في الاقليم، ثانيا السماح للمنظمات الانسانية بالعمل في الاقليم بحرية وثالثا بدء مفاوضات مع حركتي التمرد. ونتج عن لقاءات باول اعلان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الأمريكي سنبذل كل ما في وسعنا لتحسين الوضع الامني في دارفور، سنرسل مزيدا من قوات الجيش والشرطة كما اننا سنزيل جميع القيود المفروضة على المساعدات الانسانية وسنسرع المفاوضات السياسية. وقد اصيب خمسة عشر طالبا من دارفور في صدامات وقعت بعد ظهر أمس في الخرطوم بين الشرطة وطلاب من اقليم دارفور اثناء مسيرة لتسليم مذكرة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان تطالب بتدخل دولي في المنطقة، حسب ما اكد امين عام اتحاد طلاب جامعة الخرطوم تحاميد عمر جبريل.