كشف مسؤول أميركي أمس ان لدى بلاده معلومات كافية عبر صور التقتطها أقمار اصطناعية عما يجري في ولاية دارفور غرب السودان، وحذر الحكومة السودانية من ان واشنطن ستتخذ إجراءات ضدها في حال لم تعالج الازمة الامنية في الولاية. وفي الوقت نفسه أكدت بريطانيا انها ستواصل الضغط على الخرطوم لوضع حد للازمة الانسانية في دارفور. كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه أنه سيزور دارفور الثلثاء المقبل. قال القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم غيرارد غالوشي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة أمس، ان واشنطن لا يمكن أن تتجاهل الاهتمام الدولي في شأن الازمة الانسانية والحرب في ولاية دارفور غرب السودان. وأشار الى أنه لم يشهد اهتماماً كما يحدث حالياً منذ عمله في وزارة الخارجية الأميركية قبل 25 عاماً. وقال إن الأوضاع الإنسانية في دارفور آخذة في التحسن، لكن الأوضاع الأمنية لا تزال تثير القلق، وان ميليشيا الجنجاويد الموالية للخرطوم، لا تزال تمارس انتهاكات في الولاية، موضحاً ان لدى واشنطن صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية عن قرى أُحرقت، ومعلومات استخباراتية كافية عما يجري في غرب السودان. ورأى غالوشي أن الإدارة الأميركية لا تضغط على الخرطوم، لكنها تبدي اهتماماً بالضغوط الدولية والداخلية، ولا يمكن أن تتجاهلها. ودعا الحكومة السودانية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتجنب أي اجراءات قد تتخذ في حال لم تتحسن الأوضاع الأمنية. وفي لندن، اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس ان بلاده تنوي "مواصلة الضغط" على نظام الخرطوم لوضع حد للازمة الانسانية في دارفور. مشيراً الى "ان الأولوية الآن هي العمل على ان تصل المساعدات مهما كان نوعها، الى الاكثر احتياجاً، ومواصلة الضغط على الحكومة السودانية للتأكد من انها تقوم فعلاً بحل المشاكل التي سببت العنف والمواجهات بين الاتنيات". وقال بلير أمام مجلس العموم "نحن والولايات المتحدة نواصل ممارسة الضغوط قدر الامكان... اجرينا اتصالات بالولايات المتحدة وبدول اخرى معنية، وسنتابع مراقبة الاوضاع عن قرب ولا نستبعد اي شيء في الاوضاع الجارية". وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه أنه سيزور دارفور الثلثاء المقبل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس مع نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي يزور فرنسا، إن بلاده تصر على ضرورة احترام بنود الاتفاق الاخير بين الحكومة السودانية والامين العام للامم المتحدة كوفي انان، خصوصاً تجريد ميليشيا الجنجاويد من السلاح، مؤكداً ضرورة استئناف المفاوضات التي توقفت الأسبوع الماضي في اديس ابابا. وأثنى الوزير اسماعيل على دور فرنسا والمساعدات التي قدمتها. وقال إن السودان سيلتزم الاتفاق الذي تعهده أمام أنان. من جهة اخرى، اكد عبدالواحد نور رئيس احدى حركتي التمرد في دارفور "حركة تحرير السودان" ل"الحياة" في اسمرا "ان السلطات السودانية قدمت ستة من أفراد قبيلة الزغاوة الى المحاكمة على اعتبار انهم جنجاويد". وقال، هذا أمر غريب لأن الجنجاويد هم الذين يحاربون الزغاوة والفور والمساليت وكل قبائل الزرقة الافريقية". واعتبر "الأمر محاولة لتضليل الرأي العام العالمي من جهة ولمواصلة حملة التطهير ضد القبائل الافريقية في دارفور". وكانت الخرطوم أعلنت محاكمة عشرة أشخاص في مدينة نيالا باعتبارهم جنجاويد ارتكبوا جرائم حرب ونهب وقطع طرق". وعلم ان واشنطن والاتحاد الأوروبي طلبتا امس من قادة المتمردين الحضور اليوم الى جنيف للبحث في أسباب فشل مفاوضات اديس ابابا الاسبوع الماضي.