واصلت قوات الأمن السعودية دهم أوكار الإرهابيين، واقتحمت صباح أمس مقراً جديداً لهم في حي الورود الراقي شمال الرياض، في حين نفى الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض أن يكون الإرهابي الذي قتل خلال اشتباك أول من أمس في حي القدس شرقي العاصمة السعودية عبد الله الرشود، لكنه قال للصحافيين انه "لا يقل خطورة عنه" وان كان اسمه ليس مدرجاً في قائمة ال26 مطلوباً. وكان نائب أمير منطقة الرياض أدى امس في الجامع الكبير في الرياض صلاة الميت على الجندي أول حمود عبد الله الحربي الذي استشهد في اشتباك اول من امس. وشارك في الصلاة مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وعدد من كبار قادة الأمن. ودهمت قوات الأمن السعودية في ساعة مبكرة من صباح أمس منزلاً في شارع عبد الحق المالكي في حي الورود، وبدا مما تم العثور عليه بداخله ان المنزل كان مقراً لقيادة الارهابيين. وذكر أفراد من قوات الأمن التي شاركت في العملية أنهم عثروا، بالإضافة الى الأسلحة والمتفجرات، على ملابس عسكرية وأجهزة اتصال لاسلكية حديثة وأجهزة حاسوب آلية، وكتب تحتوي على إرشادات لتصنيع المتفجرات وتفخيخها، وخرائط لأحياء وشوارع مدينة الرياض. كما عثرت على أوراق تتضمن أوامر لأفراد الخلايا الإرهابية بالابادة وبالحجز وتشير اليهم بالقابهم من دون أسماء حقيقية. وعثر في إحدى غرف المنزل على بقع كبيرة من الدم الجاف، الأمر الذي أثار شكوكاً بأنه قد يكون دم الرهينة الاميركي بول مارشال جونسون الذي ذبحه الإرهابيون يوم 18 حزيران يونيو الماضي. وكانت قوى الأمن السعودية دهمت أول من أمس منزلاً آخر للإرهابيين في شارع أبي عقبة الثقفي في حي الملك فهد المجاور لحي الورود وعثرت على كميات من المتفجرات والأسلحة وأجهزة الهاتف النقال وملابس نسائية، مما يشير إلى أنه كان مقراً للعمليات ومقراً لإقامة بعض الارهابيين وعائلاتهم. إلى ذلك ذكر شهود عيان أن أربعة من الإرهابيين - الذين تمكنوا من الفرار من اشتباك حي القدس- قاموا ليل الاربعاء بسرقة سيارة من طراز فورد رصاصية اللون يملكها أحد المواطنين في منطقة شارع الخزان وفروا بها بعد أن تركوا سيارة زيتية اللون من الطراز نفسه كانوا يستخدمونها. وقال "المهندس أسامة" الذي سرق الإرهابيون سيارته أن أربعة منهم - احدهم مصاب وكانت الدماء تنزف منه - اعترضوه خلال قيامه بركن سيارته قرب منزله خلف شارع الخزان، ودخلوا السيارة تحت تهديد السلاح وأمروه بقيادتها بعيداً. وأضاف أنهم طردوه من سيارته بعد أن وصلوا إلى منطقة سوق "عتيقة" للخضار جنوب وسط الرياض وتركوه هناك، فابلغ الشرطة بما حدث، وشاهدت "الحياة" قوات الأمن ليل أول أمس وهي تفتش سيارة الفورد الزيتية التي تركها الإرهابيون.