ركزت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو-ماري، خلال زيارتها للجزائر التي تنتهي اليوم، على تعزيز التعاون العسكري. لكنها أبرزت أيضاً أهمية "طي صفحة الماضي" للمساعدة في قيام تعاون يرتكز على مكافحة الإرهاب في المتوسط لتكون منطقة "استقرار وتنمية". واستقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يتولى منصب وزير الدفاع، أمس، وزيرة الدفاع الفرنسية وبحث معها في التعاون العسكري وأهمية مكافحة الإرهاب وفق رؤية مشتركة. وتسلم منها دعوة من الرئيس جاك شيراك للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لتحرير فرنسا. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية ان اللقاء في رئاسة الجمهورية حضره وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، مدير الديوان في الرئاسة العربي بلخير، اللواء قايد صالح قائد القوات البرية وهو أيضاً قائد الأركان بالنيابة، واللواء صنهاجي الأمين العام لوزارة الدفاع. وجاء اللقاء بعد ساعات من بدء المحادثات ولوحظ خلال زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية غياب رئيس أركان الجيش الفريق محمد العماري، على رغم أنه تولى تحضير هذه الزيارة وترتيبها منذ أسابيع. وفي حين اكتفت وكالة الأنباء الجزائرية بالإشارة الى أن اللواء قايد صالح، قائد القوات البرية، يتولى أيضاً مهمة قائد أركان الجيش بالنيابة، ذهبت مجموعة من الصحف إلى ترديد معلومات عن استقالة العماري بعد حفلة استقبال أقيمت للرئيس الجزائري في وزارة الدفاع. لكن مصدراً قريباً من وزارة الدفاع قال إن العماري في اسبانيا للعلاج. وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية رافعت في محاضرة ألقتها، أمس، في المعهد الديبلوماسي للعلاقات الدولية، لمصلحة "طي صفحة الماضي" وفتح صفحة شراكة جديدة، خصوصاً في مجال "مكافحة الإرهاب". وقالت أول وزيرة دفاع فرنسية تزور الجزائر منذ الاستقلال سنة 1962، ان "تاريخنا المشترك عرف مراحل صعبة، ولحظات مواجهة، والآثار لا تزال موجودة". لكنها رأت أن الوقت حان "ليس من أجل النسيان، لأنه ليس لنا حق النسيان، ولكن لطي صفحة الماضي وإدراج علاقاتنا في سياق المستقبل". وقالت ان ظاهرة الارهاب "برزت في الصومال وأفغانستان، وانتشرت في إفريقيا، وهي تمثل تهديداً لحدودكم تقصد الجزائر، خصوصاً في منطقة الساحل الصحراوي". وقالت ان ذلك يؤكد أهمية "طي خلافات الماضي لمصلحة تعاون مثالي". وتابعت: "إن كان الإرهاب يمثل لبعض الدول ظاهرة مستجدة ومؤلمة، فإنه يمثل بالنسبة الينا، نحن الذين كنا ضحاياه، مثل الجزائروفرنسا، مأساة".