أنهت الجزائروواشنطن أمس إجتماع أعمال الدورة الرابعة للحوار العسكري بين البلدين، وتسلم الجانب الجزائري من رئيس الوفد الأميركي نائب المساعد الرئيسي لوزير الدفاع جوزيف ماكميلان خرائط مسح فضائي لمنطقة الساحل تحدد حركة عناصر «القاعدة» في المنطقة». وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية أن الاجتماع، الذي رأسه عن الجانب الجزائري الأمين العام لوزارة الدفاع اللواء أحمد صنهاجي، يندرج ضمن «تعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين»، مشيراً الى ان الوفد الأميركي طرح كيفية تعامل واشنطن مع مكافحة الإرهاب في الساحل، واستمع الى احتياحات الجزائر في هذا الإطار، وكيفية توفير الدعم الأميركي. ويرجع التعاون العسكري الجزائري الأميركي إلى 10 سنوات، حينما انضمت الجزائر عام 2000 إلى الحوار الأطلسي مع حلف الناتو، وتعزز بقوة بعد تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، إلا أنه بقي في إطار التدريبات والمناورات والزيارات المتبادلة. ويعتقد أن القيادة العسكرية التي تشترك في تسييرها أربع دول من الساحل ومقرها تمنراست، جنوبالجزائر، استفادت من دعم تقني وأن الولاياتالمتحدة سلمت الجزائر تقارير حول نتائج عمليات مسح منطقة الساحل التي أنجزتها طائرات استطلاعية أميركية بعد خطف سبعة أجانب، غالبيتهم فرنسيون في النيجر. وذكرت مراجع أنه بعد انتهاء المسح لمنطقة الساحل الإفريقي وتسليم التقارير الخاصة بالعملية، سيتم الاستعداد لمرحلة جديدة من التعامل مع المعطيات التي أفرزتها عملية المسح، وأشارت إلى أن زيارة الوفد الأمني الأميركي قد تكون لها علاقة بالتقارير المتعلقة برصد تحركات الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي. وكانت واشنطن قد عبرت عن موقفها الداعم للجزائر والمتعلق بضرورة التكفل الذاتي لدول الساحل في محاربة تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وأن تأخذ دول المنطقة الدور الريادي في مكافحة الإرهاب، من دون أن تقفل الأبواب في وجه مساعدة الدول الأجنبية. وعلى رغم الاهتمام الأميركي بمنطقة الساحل الإفريقي بسبب التهديدات الأمنية ل»تنظيم القاعدة» تشعر واشنطن إن هناك حساسية كبيرة من الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة. وكان الجنرال رونالد لادنيي قائد القوات الجوية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) دعا أثناء زيارته الجزائر في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى وضع إستراتيجية عسكرية جوية مشتركة مع القوات الجوية الجزائرية بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين. وأوضح «إن التعاون العسكري بين البلدين يتعلق حالياً بالتدريب وتبادل المعطيات التقنية في ما يخص الطائرات والتدخل في حال وقوع كوارث طبيعية والإنقاذ» منوها «بالدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في المنطقة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب الذي يطال دولاً من المغرب العربي والساحل (الإفريقي)».وقال «إننا مستعدون للعمل مع الجزائر من أجل ضمان الاستقرار والتصدي لهذه التهديدات». ولفت الموقف الأمريكي من منطقة الساحل أهتمام المسؤولين الجزائريين ورؤوا فيه سندا ضد «حلف باريس» النشط بدوره إلى جانب دول في المنطقة. وكانت فرنسا اتهمت مؤخرا بمحاولة إفشال الجهود الجزائرية لتكفل دول الساحل بملف محاربة الإرهاب في المنطقة من خلال دعم مالي وموريتانيا والنيجر، غير أن تصريحات عدد من المسؤولين بالمنطقة حول ضرورة التعاون والتنسيق في محاربة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تبعث على التفاؤل بشأن تحرك التعاون والتنسيق ميدانياً وربما القيام بعمليات عسكرية مشتركة بين مالي وموريتانيا والجزائر والنيجر مثلما اتفق عليه في الاجتماع الأخير لقادة أركان جيوش دول الساحل المنعقد في الجزائر.