عقد عسكريون من الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي سلسلة اجتماعات تناولت عددا من الملفات الأمنية والسياسية، في مقدمها التهديدات الإرهابية في منطقة الحوض الغربي للمتوسط ومدى قدرة الجزائر على تقديم مساهمة في الجهود الإقليمية لمواجهة هذه التهديدات. شدد الجنرال جوزف رالستون القائد الأعلى للقوات الحلف والقوات الاميركية في اوروبا والذي يزور الجزائر حاليا على الاهتمام بتعزيز التعاون العسكري مع البلد، لافتا إلى أهمية الاستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب. واستقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مساء الإثنين، رالستون في حضور الفريق محمد العماري رئيس الأركان الجزائري وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والعربي بلخير مدير الديوان في الرئاسة وعبد اللطيف رحال المستشار الديبلوماسي للرئيس. وبعدما اكد المسؤول الاميركي اهتمام الحلف الأطلسي ب"التعاون العسكري مع الجزائر و نيته في تعزيز العلاقات معها"، لاحظ ان الجزائر "عانت لسنوات من الإرهاب وان حلف شمال الأطلسي يمكنه أن يتعلم الكثير منها". وأجرى رالستون مع العماري، في حضور مسؤولين في وزارة الدفاع وهيئة الأركان وقادة وحدات، محادثات في القاعدة العسكرية لمدينة بوفاريك 30 كلم جنوب العاصمة تناولت "مواصلة تطوير علاقات التعاون العسكري" بين الجانبين. على صعيد آخر، أوضح المستشار العسكري لشؤون الدفاع في رئاسة الجمهورية اللواء محمد تواتي، أن قيادة الجيش "لا تعترض بأي شكل من الأشكال على الإجراءات السياسية" التي أقرها بوتفليقة، بما في ذلك سياسة الوئام، لكنه دعا الى ضرورة "تقديم رئيس الدولة توضيحات عن هذا المشروع" الذي يدعو إليه بوتفليقة منذ توليه الرئاسة العام 1999.لكنه اضاف أن ملف قانون الوئام المدني طوي "وقد انتهى العمل به". وحرص المستشار الرئاسي الذي يعد "العقل المفكر" داخل الجيش على نفي اي خلافات بين قيادة المؤسسة العسكرية ورئيس الدولة، لافتا إلى أن الجيش "كسلطة عسكرية تخضع لما يقتضيه الدستور في ما يتعلق بالعلاقات مع سلطة دستورية أعلى منها، وإن كان الجيش تدخل في ماض قريب في الساحة السياسية لإنقاذ مؤسسات الدولة ودفاعا عنها. ونحن في فترة تسمح بتطبيع العلاقات بين المؤسسات الرسمية، ولكن نبقى تحت تصرف السلطات السياسية. والجيش يؤدي مهماته في إطار القوانين والتنظيمات المعمول بها". واضاف: "لو كان للعسكريين طمع في الحكم لما غادر اللواء خالد نزار منصبه كوزير للدفاع ولم ينسحب الرئيس اليمين زروال وهو منتخب"، مشيرا الى أن الحديث عن "جنرالات الجزائر" لا يثير قلقه، "وليست لنا أية عقدة من هذا الأمر". وجاءت هذه التصريحات بعد يومين فقط من إعادة بث القناة التلفزيونية الجزائرية حديثا أدلى به تواتي لقناة فرنسية "اكد فيه أنه "لن يكون للجيش مرشح للرئاسة في 2004، لكن إذا ما كانت الدولة مهددة، فمن حق الجيش أن يتدخل".