يقضي الكثير من الطلبة العراقيين ساعات طويلة في مقاهي الانترنت الجامعية في الدردشة مع فتيات من بلدان اخرى. تدور غالبية الاحاديث حول مواضيع الجنس وعلاقات الصداقة والحب. ويقول طالب الدراسات العليا حسين دبي 28 عاماً: "اقضي نصف ساعة بحثاً عن كتب ومواضيع تفيدني في مجال دراستي، وامضي ساعة ونصف ساعة أخرى في الدردشة مع صديقات من سورية ولبنان وتونس وقد يستمر حديثي معهن لساعتين لأنني اجده ممتعاً. وتدور احاديثنا حول امور شخصية، فنحن ناضجون وليس هناك ما يحد من حرية كلامنا". الا ان ذلك لا يمنع بعضهم من الاطلاع على آراء الباحثين الاجتماعيين، فيستفيد منها في علاقاته التي ينتهي بعضها الى الزواج. ويقول فارس فؤاد 30 عاماً: "اكثر ما اتصفح على الانترنت آراء الاطباء النفسيين والنصائح التي يقدمها علماء الاجتماع التي تعود بالفائدة لي ولأي شاب يقبل على الزواج". وعن صحبة الانترنت قال: "لا مانع ان تزوجت من فتاة اتعرف عليها من طريق الانترنت سواء كانت في العراق او في أي دولة اخرى اذا سنحت الفرصة". وتستهوي المواقع الاباحية المراهقين. وهناك من يطبعون صور ممثلات مشهورات ويبيعونها. ويقول مؤيد عمر 34 عاماً: "التقي واصدقائي من اعمار متقاربة في الساعة الثانية بعد الظهر حيث يكون مركز "القلعة" للكومبيوتر خالياً من المراهقين الذين يجلسون لوقت طويل يتصفحون مواقع الجنس الرخيص. وتحدثت لأكثر من مرة مع هؤلاء فظهر انهم يعانون من مشاكل عائلية او مع صديقاتهم فيحاولون الانزواء او الهروب الى مجتمع آخر من خلال الانترنت". ويعترف الطالب في السنة الاولى في كلية الاعلام مصطفى كريم 18 عاماً بأن حديثه يدور حول امور جنسية مع عدد من الفتيات الاكبر منه سناً. ويشير الى ان "الحديث مع الفتيات ممتع جداً واحياناً اقضي ثلاث ساعات في الحديث معهن، وهن من تونس والجزائر ومصر، وتعجبني كثيراً فتاة من تونس مع انها تكبرني بخمسة اعوام. ولكن لا توجد خطوط حمر في حديثي معها اضافة الى انها اجمل فتاة تعرفت اليها من طريق الانترنت". وأرتأى المسؤولون عن مراكز الانترنت في الجامعات العراقية ان يفرضوا رقابة على المواقع التي يتصفحها الطلبة وحصر التصفح في مجال الدراسة فقط. ودفع هذا القرار الطلاب الى البحث عن مراكز تمنحهم حرية اكثر ويوفر اصحابها بدورهم اجواء مناسبة لمن يرغب في تصفح المواقع الجنسية. وقال صاحب احد المراكز في بغداد، علي مؤيد 35 عاماً، الذي يضع ستائر بين حاسبة واخرى: "نمنح المتصفحين هنا حرية اختيار أي موقع وكل واحد منهم يشاهد ما يريد ويدردش مع من يريد بمفرده بخاصة من يبحث في مواضيع جنسية او يتحدث مع فتيات كيفما يشاء". وقال أحد المتصفحين في هذه المواقع، ثائر علي 18 عاماً "يمكنني التصفح هنا كيفما اشاء وفي أي موقع واقضي من ساعتين الى اربع ساعات يومياً. وهنا أجد ما لا أجده في مركز آخر اذ يمنعنا بعض اصحاب المراكز من التصفح في المواقع الجنسية". ويعلق استاذ علم الاجتماع بشير العالي 44 عاما قائلاً: "يجب ان يستفيد الطلبة العراقيون من تلك الساعات التي يقضونها وهم يتصفحون الانترنت لأن أمامهم وقتاً طويلاً لكي يشبعوا رغباتهم ويبنوا علاقات اجتماعية مع شباب وفتيات من مختلف بلدان العالم لأن السفر ما زال صعباً عليهم خصوصاً منهم من لم يكمل دراسته، على الا يكون قضاء تلك الساعات على حساب دراستهم".