تولى الرئيس الصربي المنتخب بوريس تاديتش 46 سنة مهماته للسنوات الخمس المقبلة أمس، منهياً الوضع غير المستقر الذي نجم عن بقاء صربيا لأكثر من 18 شهراً من دون رئيس، فيما أكد الالتزام بمبادئ الاصلاح وترسيخ الديموقراطية وحماية حقوق كل المواطنين التي أعلنها في برنامجه الانتخابي. وحضر جلسة أداء القسم في البرلمان الصربي في بلغراد كل النواب بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية، إلاّ ان نواب "الحزب الراديكالي الصربي" ال82 الذين يشكلون الكتلة الأكبر في البرلمان حضروا جميعاً مرتدين فانيلات بيضاً رسمت عليها صورة رئيس الحزب المعتقل لدى محكمة لاهاي فويسلاف شيشيلي، فيما غابوا عن حفل التنصيب والاستقبال في قصر الرئاسة الصربي. وبدأت مراسم التنصيب بالنشيد القومي الصربي التاريخي "الحق الإلهي" حضرها مسؤولون من أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية، غالبيتهم من الدول الغربية الذين أكدوا دعمهم للرئيس تاديتش. ويشكل تاديتش الرئيس المنتخب الثالث لصربيا منذ انهيار يوغوسلافيا السابقة عام 1991، بعد الرئيسين السابقين سلوبودان ميلوشيفيتش وميلان ميلوتينوفتيش المعتقلين حالياً لدى محكمة لاهاي. وأشار في كلمته الى ان أهم ما يواجهه حالياً يتمثل في الضغوط الدولية للتعاون مع محكمة لاهاي وتسليم المتهمين بجرائم حرب، اضافة الى التزام الحقوق الصربية في كوسوفو ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة. ويرى المراقبون ان مشكلة التعاون مع محكمة لاهاي ستكون قضية مضنية بالنسبة للرئيس تاديتش. كوسوفو ومن جهة أخرى، شنت القوات الدولية كفور في كوسوفو، حملة تفتيش واسعة وسط الاقليم واعتقلت ما لا يقل عن ستة من الألبان، وذلك في أعقاب المواجهة التي وقعت مساء أول من أمس بين دورية للقوات الدولية ومسلحين البان، وجرح خلالها أربعة جنوب فنلنديين. واعتبرت هذه الاشتباكات التي وقعت جنوب شرقي العاصمة بريشتينا، الأخطر من نوعها منذ أعمال العنف العرقية التي شهدها الاقليم في آذار مارس الماضي وأسفرت عن سقوط 19 قتيلاً وأكثر من 900 جريح، اضافة الى خسائر مادية. ولا يستبعد المراقبون ان تكون لهذا الحادث علاقة بإلغاء الإدارة الدولية في كوسوفو القرار الذي اتخذه البرلمان المحلي يهيمن الألبان عليه الأسبوع الماضي بإعطاء الحق للألبان في تنظيم استفتاء في شأن الاستقلال، إذ حذر الألبان بأن عدم الاعتراف بالدولي بالاستقلال سيؤدي الى فوضى عارمة في الاقليم.