تستأنف اليوم محاكمة الرئىس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في لاهاي، بالاستماع في الجلسة الصباحية الى ما تبقى من دفاع المتهم، وتبدأ افادات الشهود في جلسة بعد الظهر. نشرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس، ان رشدي سيفا القيادي في حزب "الاتحاد من اجل مستقبل كوسوفو" بزعامة راموش خير الدين والذي هو احد التنظيمات السياسية التي انبثقت من "جيش تحرير كوسوفو"، افاد ان ممثل هذا الحزب في برلمان كوسوفو المنتخب العام الماضي محمود بكالي 66 عاماً سيكون اول الشهود ضد ميلوشيفيتش في المحكمة وأضاف ان بكالي "توجه الى لاهاي، لكنه لم يدخل المحكمة لأن قواعدها لا تسمح للشهود بذلك". واعتبرت الصحيفة القريبة من الحكومة الصربية ان شهادة بكالي لن تكون ذات اهمية لأنه كان زعيماً لشيوعيي اقليم كوسوفو بين عامي 1970 و1981، وأرغم على الاستقالة بعدما اعترف ان اجراءاته الوقائية لم تكن بالمستوى المطلوب لمنع التظاهرات التي اندلعت في كوسوفو بعد فترة قصيرة من وفاة الرئىس الراحل جوزف بروس تيتو، والتي طالبت "بتحويل الاقليم من منطقة حكم ذاتي الى جمهورية اتحادية". ومعلوم ان في ذلك الوقت لم يكن ميلوشيفيتش معروفاً بعد. وظل بكالي شخصاً غير مهم حتى ظهر "جيش تحرير كوسوفو" الذي اصبح ضمن فريقه السياسي، ما جعل هذا التنظيم، بدعم من المبعوث الاميركي الى البلقان في حينه ريتشارد هولبروك، يختاره عضواً في الوفد الألباني الى محادثات "رامبوييه" في فرنسا قبل فترة قصيرة من بدء الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا. وأشارت الصحيفة الى ان ما يمكن ان يتناوله بكالي "يتعلق بفشل المهمة السرية لوفد ألباني كان من اعضائه في ايار مايو 1998 وقابل ميلوشيفيتش من اجل تهدئة التوترات التي كانت تصاعدت بين وحدات الأمن الصربية والمقاتلين الألبان". كما يمكن ان يتحدث عن لقاء سري له في كانون الاول ديسمبر 1997 مع يوفيتسا ستانيسيتش قائد الشرطة السرية الصربية في كوسوفو. ومعلوم ان آزم فلاسي كان زعيماً لشيوعيي كوسوفو في عهد ميلوشيفيتش الذي عزله "بعدما اتهمه بعدم تنفيذ اوامر الحزب في بلغراد وعين محله رحمن مورينا توفى الذي كان متزوجاً من صربية" ولم يكشف فلاسي عن اسباب عدم التقدم للادلاء بشهادته، على رغم معلوماته الوافية عن بداية تصعيد الصراع في كوسوفو. وبحسب صحيفة "بوليتيكا" فإنه كان ينبغي ان يكون زعيم ألبان كوسوفو منذ 1990 ابراهيم روغوفا اول الشهود، لكن لم يرد اسمه منذ اشار ميلوشيفيتش الى انه انقذه من خطة لزعيم جيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي لاغيتاله، بمرابطة قوة شرطة صربية حول منزله، ومن ثم نقله بحماية الأمن الصربي هو وعائلته من بريشتينا الى بلغراد للسفر الى ايطاليا والبقاء هناك "وهو ما قد يحرج روغوفا المعروف باعتداله في اتهاماته لميلوشيفيتش". وصفت ميرا ماركوفيتش، في تصريح لوكالة "بيتان" المستقلة التي مقرها بلغراد، ان زوجها ميلوشيفيتش، ألقى دفاعه وهو واثق من نفسه وبقضيته العادلة، وفي شكل طبيعي غير مبال بانحياز المحكمة ضده، لأنه يؤمن ان الحق الى جانبه، ويعلم ان حبل الكذب الذي يتعرض له قصير جداً. وأفاد زعيم "الحزب الراديكالي الصربي" فويسلاف شيشيلي دكتوراه في القانون الدولي انه طلب مرات عدة تأشيرة دخول الى هولندا ليقدم شهادته امام محكمة لاهاي، لكنه لم يمنح بها وقال: "انهم يخشونني، لأنهم يعرفون انني سأفضح وجهاً لوجه هذه المحكمة غير الشرعية التي ينبغي ان يرحل كل من فيها". وذكر وزير الخارجية اليوغوسلافي غوران سفيلانوفيتش ان حكومته طلبت من محكمة لاهاي حضور مسؤول فيها لوقائع محاكمة ميلوشيفيتش.