تحدى زعيم الراديكاليين الصرب فويسلاف شيشيلي قرار محكمة لاهاي التي تعتقله مع الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش رئيس الحزب الاشتراكي بمنعهما من اجراء المقابلات الصحافية والاتصالات السياسية الهاتفية، لأنهما يقودان لائحتين لحزبيهما في الانتخابات البرلمانية الصربية المبكرة التي تجرى غداً الأحد. واستغل شيشيلي ضعف الرقابة عليه نتيجة وقف نشاطات المحكمة لمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة، واتصل بمقر حزبه "الراديكالي الصربي" في بلغراد هاتفياً من معتقله، وأعطى توجيهاته الى اركانه في شأن تحركه في الإطار الشعبي خلال عملية التصويت. ومعلوم ان شيشيلي قومي متشدد، وهو معروف بشراسته في التعامل مع خصومه وكثرة مشاكساته للسلطات الصربية في بلغراد نائب في البرلمانين الاتحادي والصربي قبل تسليم نفسه الى محكمة لاهاي في شباط فبراير الماضي. ورفض اسوة بميلوشيفيتش الاعتراف بالمحكمة وتوكيل محام عنه. ويتوقع ان تشهد محاكمته صراعاً شديداً بينه وبين القضاة بعدما صرح مراراً انه "سلم نفسه كي يُحاكم هو المحكمة". وأشارت آخر استطلاعات الرأي الى ان "الحزب الراديكالي" سيحصل في الانتخابات التي تجري غداً على 30 في المئة من اصوات الناخبين متقدماً على كل اللوائح، ويليه "الديموقراطي الصربي" بزعامة الرئيس اليوغوسلافي السابق فويسلاف كوشتونيتسا قومي معتدل الذي يتوقع ان يحصل على 21 في المئة، فيما يكون نصيب الائتلاف الحكومي 7 في المئة فقط. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في لوائح التصويت في صربيا حوالى ستة ملايين ونصف المليون شخص، وسينتخبون 250 نائباً يتكون منهم البرلمان الصربي، من بين 4245 مرشحاً يمثلون 19 لائحة للأحزاب والتجمعات السياسية. ويتطلب حصول اللائحة على 5 في المئة من اصوات الناخبين المشاركين في التصويت، كي يكون في مقدورها الحصول على مقاعد في البرلمان، علماً ان الانتخابات ستعتبر شرعية ونهائية بمرحلة واحدة فقط اياً كانت نسبة المشاركين فيها. وسيشارك صرب كوسوفو البالغ عددهم نحو مئة ألف ناخب في هذه الانتخابات، بعدما وافقت الإدارة الدولية على ذلك، على رغم معارضة الغالبية السكانية الألبانية في الإقليم. وسيتم فتح 247 مركزاً انتخابياً في كوسوفو بحراسة القوات الدولية "كفور". وأشارت الاستطلاعات الى ان غالبية هؤلاء الناخبين يؤيدون الراديكاليين الصرب. وحذر رئيس لائحة "الائتلاف الحكومي" بوريس تاديتش وزير دفاع حكومة اتحاد صربيا والجبل الأسود، من ان هزيمة الحكومة "ستؤدي الى ضياع الإنجازات التي تحققت منذ اطاحة حكم ميلوشيفيتش وأهمها الحفاظ على الاتحاد وتحسين الاقتصاد والاقتراب من المؤسسات الأوروبية".