كشفت الولاياتالمتحدة أمس، النقاب عن مذكرة بالغة الأهمية وقعها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، تنص على استخدام الكلاب لترهيب المعتقلين وأساليب لإنهاكهم جسدياً، وتجادل المذكرة بأن التعذيب ربما كان مبرراً في الحرب ضد تنظيم "القاعدة". ونشر البيت الأبيض هذه المذكرة التي جاءت ضمن مجموعة وثائق تقع في أكثر من 50 صفحة، تحدثت بالتفصيل عن وسائل الاستجواب التي يمكن أن يستخدمها الجنود الأميركيون. راجع ص 8 كما نشرت مذكرة أخرى تبرر موقف الرئيس الأميركي جورج بوش في طلبه منح العسكريين الأميركيين حماية من الملاحقة في محكمة الجزاء الدولية والتخلي عن إعطاء المعتقلين حقوقهم بموجب معاهدة جنيف. ويأتي ذلك في وقت تسعى الإدارة الأميركية إلى الخروج بتسوية مع مجلس الأمن تحول دون ملاحقة عسكرييها جزائياً أمام القضاء الدولي في قضية انتهاك حقوق السجناء. وعلى رغم أن "مدونات السلوك" تتعلق أساساً بالمعتقلين الذين أسروا في أفغانستان وفي قاعدة غوانتانامو، فإنه يعتقد بأن التقنيات نفسها استخدمت في سجن "أبو غريب" العراقي. وجددت منظمة العفو الدولية أمس، مطالبتها بتعيين محقق خاص للنظر في تعذيب وسوء معاملة السجناء في عهدة القوات الأميركية. وأشارت الوثائق التي نشرها البيت الأبيض إلى أن رامسفيلد وافق على أساليب استجواب عنيفة في غوانتانامو، بعدما اشتكى القادة العسكريون هناك من أن "الإرشادات المتبعة في الاستجوابات داخل المعتقل تحد من قدرة المحققين على مواجهة المقاومة" لدى السجناء، وطالبوا بالسماح لهم باستخدام "المحارم المبتلة والمياه المتساقطة لإيهام السجناء أنهم سيخنقون"، واستخدام "إيذاء بدني محدود لا يسبب جروحاً مثل الإمساك بالسجين والنقر على صدره بإصبع والدفع الخفيف". واستجابة لذلك، أقر رامسفيلد في كانون الأول ديسمبر 2002، أساليب من بينها إجبار السجين على البقاء واقفاً لمدة تصل إلى أربع ساعات، وعزله لفترة تصل إلى 30 يوماً، وحرمانه من الضوء، واستجوابه طوال 20 ساعة وتجريده من ملابسه وحلق شعر وجهه بالإكراه و"ممارسة الضغط من طريق التخويف باستخدام الكلاب على سبيل المثال والإيذاء البدني الذي لا يتسبب في جروح". وتخلى رامسفيلد لاحقاً عن معظم هذه الأساليب، وقال إنه إذا تطلبت الحاجة تنفيذ أي منها، يتعين رفع طلب اليه لاتخاذ قرار، على أن يرفق "بمبرر قوي" و"خطة مفصلة لاستخدامها". ثم أصدر في نيسان أبريل 2003، لائحة جديدة بأساليب الاستجواب تسمح في حال وجود مبرر بتكثيف مخاوف السجين من طريق "تغيير عادات النوم والنظام الغذائي" من دون حرمانه من الطعام أو الماء وعزله. وفي وثيقة أخرى، برر بوش حرمان السجناء من حقوقهم بموجب المعاهدة الدولية، معتبراً أن "الحرب على الإرهاب أدّت إلى ولادة نموذج جديد لمجموعات تتمتع بتنظيم دولي يرتكب أعمالاً مروعة ضد مواطنين أبرياء وفي بعض الأحيان بدعم مباشر من دول". وأضاف: "نعترف بأن هذه الظاهرة التي لم نوجدها نحن بل أوجدها الإرهابيون، تتطلب إعادة النظر في القوانين"، لكن طلب أن "يتلاءم ذلك مع مبادئ اتفاق جنيف".