واشنطن – رويترز، أ ف ب - اعتبر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش، أن معتقل غوانتانامو هو «أحد أفضل السجون في العالم»، منتقداً محاولات لمحاكمة بوش في الخارج، لمزاعم عن تعذيب معتقلين. تأتي تصريحات رامسفيلد في إطار الترويج لمذكراته التي نُشرت أخيراً، بعنوان «المعلوم والمجهول». وترك رامسفيلد (78 سنة) منصبه عام 2006. وقال لشبكة «فوكس نيوز» إن السجن «يُدار في شكل جيد جداً»، معتبراً انه «أحد أفضل السجون في العالم». وأضاف: «ما يحزن في موضوع غوانتانامو، ما هو غريب أن الإدارة، لسبب أجهله، لم تنجح في الإقناع بأنه فكرة ممتازة، وبأن الناس داخله لم يتعرضوا لتعذيب وسوء معاملة». وزاد: «يجب الإقرار بفضل العسكريين، لقد تعرضوا لنار (الانتقادات) من دون حق». ويضم سجن غوانتانامو الذي افتُتح في كانون الثاني (يناير) 2002 لمعتقلي «الحرب على الإرهاب»، 173 معتقلاً الآن دين منهم ثلاثة فقط بعد محاكمتهم. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد خلال حملته الانتخابية، إغلاقه في موعد أقصاه 22 كانون الثاني 2010، لكن الكونغرس حال دون ذلك عبر منعه نقل أي معتقل الى الأراضي الأميركية. وسخر رامسفيلد من عدم تمكن أوباما من إغلاق المعتقل، مشيراً الى أنه وجّه خلال تلك الحملة «انتقادات كثيرة الى الاعتقال غير المحدود للمقاتلين غير القانونيين، وانتقادات كثيرة الى المحاكم العسكرية الاستثنائية». وقال: «ها قد مضت سنتان وما زلنا نراوح مكاننا، لأن ذلك هو الحلّ الأفضل». وانتقد رامسفيلد محاولات لمنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، لمحاكمة بوش في الخارج في شأن مزاعم بتعذيب معتقلين في غوانتانامو. وأدت هذه المحاولات الى إلغاء الرئيس السابق زيارة لجنيف لإلقاء خطاب خلال احتفال خيري يهودي. وقال رامسفيلد: «يحاول الناس إقامة دعاوى قضائية، استناداً الى قضايا تتعلق بسياسة علنية، وهذا شيء مؤسف». وحذر من محاولات في الخارج لإقامة «اختصاص قضائي عالمي» لمحاكمة أميركيين في دول أجنبية، قائلاً: «نفضّل أن يعمل الشعب الأميركي وفقاً لنظامنا، وليس وفقاً لممثل ادعاء مارق في بلد آخر». وأجاز رامسفيلد استخدام أساليب استجواب عنيفة ضد مشتبه بهم، لكنه أعلن انه لم يفكّر هل سيواجه هو أيضاً محاكمة في الخارج. وكتب في مذكراته انه لم يخوّل أبداً استخدام أسلوب محاكاة الغرق، لكنه وصف محققي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) الذين استخدموا هذا الأسلوب بأنهم «وطنيون متحمسون للدفاع عن وطنهم وليسوا مجرمين». وأضاف: «استجواب المحتجزين جلب معلومات أنقذت حياة أميركيين أبرياء. لا أقدم أي اعتذار عن ذلك».