سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فيتوات" متبادلة ترجئ اختيار خليفة لبرودي على رأس المفوضية . اعتراضات على تغييب "الارث المسيحي - اليهودي" تضع عراقيل أمام اقرار الدستور الاوروبي في الاستفتاءات
تجاوز القادة الأوروبيون محطة بارزة إضافية في المسيرة الاندماجية للاتحاد، بعد اقرارهم دستوراً موحداً سينظم سير المؤسسات المشتركة بين البلدان الأعضاء ال25. فيما علت أصوات الاعتراض في أكثر من بلد وفي الفاتيكان والكنائس على تغييب الاشارة الى "الجذور المسيحية" والارث "المسيحي - اليهودي" لاوروبا عن الدستور، مما يهدد بوضع عراقيل أمام اقراره في الاستفتاءات الشعبية في بعض الدول. يأتي اقرار الدستور ليل أول من أمس بعد أقل من شهرين على استكمال خطة التوسيع، وبعد مفاوضات معقدة ومحاولات أخيرة بذلتها بعض البلدان لانتزاع بعض النسب الاضافية لدعم صوتها داخل آليات القرارات المشتركة. وأبرز القادة الأوروبيون الأبعاد السياسية لاقرار الدستور "التاريخي" الذي تمتد مسيرة المصادقة عليه على مدى أكثر من عامين ويبدأ تنفيذه سنة 2009 من دون ان يحجب ذلك اخفاقهم في اختيار خليفة لرومانو برودي على رأس المفوضية الأوروبية. وأرجئ القرار الى موعد لاحق فيما تقلصت قائمة المرشحين لتولي المنصب بعد انسحاب كل من رئيس الوزراء البلجيكي غي فرهوفتشات، بسبب معارضة بريطانيا ومنافسه عضو المفوضية البريطاني كريس باتن بسبب اعتراض المانياوفرنسا عليه. وبقي ثلاثة مرشحين للمنصب هم رئيس الوزراء البرتغالي ادوراو كاردوز ليبرالي ورئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود جينكير الديموقراطيون المسيحيون الذي يحظى بدعم المانياوفرنسا ولا تعترض بريطانيا عليه. كما تردد اسم وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنيي لتولي المنصب. وفيما أطنب قادة الاتحاد في وصف الدستور الذي سيعرض على البرلمانات وشعوب الدول الأعضاء لتصديقه. فقال رئيس الوزراء الايرلندي رئيس القمة بيرتي اهيرن ان الدستور يمثل "تقدماً كبيراً" واعتبر الرئيس جاك شيراك يوم اقراره "يوماً عظيماً"، الا انه لم يلق ترحيباً من اليمين المسيحي وبخاصة من بولندا والفاتيكان لاغفاله الاشارة الى "الجذور المسيحية" لأوروبا. وهددت اوساط اليمين المسيحي في وارسو برفض الدستور عندما يعرض على الاستفتاء، كما أعربت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية الالمانية عن اسفها لعدم الاشارة الى الله في الدستور ولغياب الاشارة الواضحة الى "الارث اليهودي - المسيحي". وبذلت بولندا جهوداً محمومة حتى آخر لحظة قبل المصادقة على الدستور من اجل ان تنص الديباجة على المرجعية المسيحية. وافادت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية ان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني حاول من خلال خطاب مثير للحماسة ادخال الاشارة الى "الجذور المسيحية - اليهودية في صلب الدستور، لكنه اصطدم بشيراك الذي بدا منزعجاً للغاية ورد عليه قائلاً: "شكراً يا اباتي". وجاء في ديباجة الدستور ان الاتحاد الاوروبي "يستوحي الارث الحضاري والديني والانساني لاوروبا الذي انبثقت منه القيم العالمية الثابتة لحقوق الانسان والديموقراطية والمساواة والحرية وحكم القانون". ومنذ بدء اعمال المعاهدة التي ترأسها الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان تحضيراً لوضع نص دستور الاتحاد الاوروبي الموسع والفاتيكان يسعى بقوة لادخال اشارة واضحة الى قيم المسيحية في ديباجة هذه الوثيقة. وتدخل البابا شخصياً من دون نجاح على رغم دعم حكومات عدة كانت ترغب في ادخال هذه الاشارة. وفي السابع من ايار مايو طلبت سبع دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي ليتوانيا ومالطا وبولندا والبرتغال وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وايطاليا من جديد تسجيل الاشارة الى المسيحية في مشروع الدستور. الا ان معارضة دول عدة من بينها فرنسا كانت قوية للغاية بحيث حالت دون تحقيق ذلك.